عجزت كلماتى .....

موضوع: عجزت كلماتى ..... الأحد أغسطس 22, 2010 4:37 pm

.........كيف سأبدأ حديثي عنه........ هو الذي عجزت الكلمات عن وصفه. ووقف
القلم متجمدا في حضرته....وتأدب البحر في وجوده فلم يعد يغرق بل يغرق...
لا تقل لي أنه كسائر الناس لأنه أغلى وأهم الناس

*************

أتعرف شيئا ..حقا أشعر بالعجز..أجل بالعجز ...العجز أمام التعبير عن هذا
الإنسان العجز عن متابعة إلقاء هذه الكلمات حتى أنني أحس أن هذا القلم لم
يعد يستطيع الانسياب فوق هذه الورقة.. وأشعر أن هذه الورقة عاجزة عن أن
توصل الفكرة التي أكتب من أجلها.

لم أكن يوما أعتقد أنني سألتقي بشخص يجعلني أذوب في حضرته, أهيم في هيبته,
أشتاق في غيبته. لم أكن أعتقد أنني سأسلم فلبي وعقلي وروحي وحياتي لشخص
حتى ظهر. ظهر وأخفى كل معاني الاستقلال في حياتي وأصبحنا أنا وهو شخص واحد
يستأنس أحدنا بالآخر

فعلا أحس بالعجز فلا كلمة ستعبر عما في صدري من ناحيته ولا جملة قد ينفع
تركيبها لوصف شخصيته كل ما أستطيع أن أفعل هو أن أردد تلك الكلمات البالية
فوق هذه الورقة الهشة و بهذا القلم الدامع ... أجل أحس أنه يبكي أمام عجزي

***

كل ما أذكره أن لقائي الأول به كان في مكان هادئ لكنه فجأة ضج بأصوات
الناس ربما كانوا يسعون طلبا للعلم. لكن كلامنا كان خافتا لا يكاد يسمع
وأمضينا وقتا نتهامس بكلام العيون كانت عيناه أشبه بالقمر في ليلة البدر
كأنهما لؤلؤتان ترقصان على صدى الألحان. كلامه الهادئ هز نفسي وجعلني
أرتعش خوفا من أقول كلاما غير ذي معنى لكنني تشجعت وحاولت عدم المبالاة
حتى لا أثير الانتباه

مرت بعد ذالك أيام لا اذكر تعدادها لأكشف لنفسي طريقا للحديث مع صديقه وبكلمة تل والكلمة فتحنا حديثا تل والحديث

كنت كل مرة ألقاه شخصا مغايرا مرة متكبر ومرة هادئ ومرة في غاية البرود
لكنه كان يبحر بنا في عالمه ويجعلنا نركز حتى على أبسط كلماته أنا ورفاقه.

فكلماته الندية وهمسه الحنون يجعلان منا نغرق بين أمواج جمله ونحاول الاستنجاد دون جدوى.

أذكر أنني كنت أجد فيه الكبر والتعالي لكن هذا كان بالنسبة لي أمرا عاديا
فلم أنكر يوما استحقاقه للكبر لكنني لم أكن أعرف أن وراء هذا الكبر
والتعالي شخصا بهذه الرقة و بهذا الحنان

قاربت بيننا الأيام وجمعتنا ظلال اللغة الانجليزية تحت أشجار جملها تلك
الأيام جعلتني أضبط تقويم حياتي عليها وجعلت مني راقصة على أنغام ساعاتها
وباحثة في تداخل دقائقها عن حقيقة ذالك الشخص الذي أسرني بغروره

حكايته أنه أرقى من أن يصل الرقي له وأجمل من أن يصل الجمال إلى ملامحه
شخص تعدى الآخرين. في نظري قد لا تستحق الحياة هذا الاسم في غيابه.

الشيء الوحيد الذي قد يستفزك أحيانا فيه هو وقته لا وقت لديه إنسان أشغل نفسه بنفسه وعاش من ..... لا من الماء والهواء

في طبعه محايد لكن إن حاولت مرة أن تتعرف عليه ستجده من أكثر الناس
اجتماعية وان حاولت مرة الكلام إليه بجدية أن يسعفك استفزازك لأنه سيباغتك
بقول ثم ابتسامة تجعل منك تطير محلقا في سمائه دون جناحين

ما أأكده أنك إن عرفته لن تعرف طعم الحياة إلا من كلماته. كلماته الشقية
المفعمة بالحياة وذاكرته النقية التي تجعل منه إنسانا صافي المعاني رقيق
الشعور.

تغمرني كلماته بالحنان وأحس وأنا معه بالأمان. يرغمني على البحث في صفحات
يومه ويجعل مني راوية لقصصه ومرددة لعباراته التي أذوب صبابة فيها.

هو شخص سيشعرك بالعجز من أسئلته بالصمت حين إلقائه ولا تحفل أبدا أن تغلبه
في الكلام لأنه سيده ولان كل الكلمات تأخذ توقيعه قبل الانسياب على
أوراقنا أو المرور في أنفاق كلامنا

حاولت مرة أن أتكلم و أنا أنظر إلى عينيه فلم أجد الوقت لذالك. ذلك أنني
كلما نظرت إلى عينيه أنستني ما كنت مصرة على قوله فهي تجعل منك نسمة هواء
تمر لا وجود لك لكنه يحس بك

أحيانا أحس من كلامه أنه نابع من كراهية لكن إحساسي سرعان ما يتغير عندما
يداخل بينه وبين مزاحه إن أردت مني الصراحة هو إنسان يرغمك على محبته
يجبرك على رفقته يحبب إليك كلماته ويجعلك ترقص أمام أوتار ضحكاته

*********************

هو الوحيد الذي لن تشعر معه بالإعياء أو بالملل مهما طالت مسافات الطريق
ومهما ناقض الكلام الواقع حنانه يجعل من قلبك يذوب في حضرته ونظرته
البريئة تجعل قلبك يرتعد خوفا من أن تكشف له عيناك عن واقعك والأجدر بك
ألا تنظر إليهما فقد تنسيانك اسمك وقد تجعل منك كلماته تغرق في بحره ومن
غرق في ذالك البحر لا مسعف لك

إن لاحظت وأمعنت النظر في هذا النص فأنا لحد الآن لم أذكر اسمه أتعرف لما
؟ لأن اسمه أغلى عندي من أن أبعثر حروفه على ورق ولأنه يستحق أن يكتب فوق
لوحة أعلقها على جدار عقلي وقلبي

كل ما أتستطيع قوله الآن هو أنني عاجزة عن الاستمرار في الحديث عن هذا
الشخص وكل ما أأكده أنك لو كنت مكاني لما طاوعتك يداك ولما حاولت.. ولما
تجرأت على وصفه

فهو خارج دائرة الوصف فكل القواعد الوصفية أعطته استثناء وجعلت منع حالة خاصة في قواعدها

ما في قلبي يعجز عن وصفه لساني ولكنه يعلم علم اليقين بالكلمة التي تجتاح
خيالي ولكنها لن تستطيع الظهور بين كلماتي............................