معظم الشباب فى هذا العصر يعانى من مشكلة نقص الثقة بالنفس التوتر الخوف و القلق من مواجهة المواقف أو من التعامل مع الأخرين، وعلى الرغم من محاولة اكتساب الثقة بالنفس إلا أنه فى كثير من الأحيان يصاب الفرد بالأحباط والاكتئاب نتيجة الفشل فى اكتساب الثقة بالنفس .
فنقص الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات واحترامها والإحساس بالخوف و التوتر يعود إلى مجموعة من العوامل أهمها:-
أ-التربية : فالفرد منذ الصغر لم يتدرب من قِبَل والديه على اكتساب الثقة بالنفس ويتعرض لكبت لأفعاله و تصرفاته خوفاً من تكرار الخطأ و العقاب عليه مما يؤدى إلى خوفه من مواجهة المواقف والتعبير عن آرائه بحرية.
ب-المَدرسة و المعلم : حيث لا يقوم المعلم بتشجيع التلميذ على المشاركة أو الحوار داخل المدرسة، بل يقوم المعلم بفرض آرائه فينشأ الطالب غير قادر على التعبير أو المشاركة فى أى نشاط اجتماعى ويتسم بعدم الجرأة وعدم القدرة على الحديث مع الآخرين.
ت-عدم التقدير الصحيح للذات: فالإحساس بعدم وجود قيمة للذات وكذلك الإحساس بمراقبة الآخرين له فى كل تصرفاته وأفعاله يهز الثقة بالنفس.
و لبناء الثقة بالنفس يستلزم ذلك مجهود كبير ولكنه ليس مستحيلاً، كما أنه يعتمد على "الإصرار والعزيمة فى اتخاذ قرار البدء في التقدير الصحيح للذات وتغيير حياته وأفكاره السلبية وكذلك العزم على وضع أهدافه والسعى لتحقيقها". فيقول إيمرسون :
"إذا سعيت لتحقيق هدفك بكل شجاعة و تصميم ، فإن كل الظروف فى العالم سوف تساعدك".
كما يستلزم بناء الثقة بالنفس وقت كافى حيث لن يتغير انعدام أو ضعف الثقة بالنفس بين ليلة وضحاها دون أن يبدى الفرد تصميماً وعزماً على التغيير.
و يستطيع الفرد بأن يقوم بمجموعة من الأعمال التى تساعده على اكتساب الثقة بالنفس منها:-
أ-التقرب من الله و السعى لاكتساب الثقة بالنفس مع التوكل على الله ، فقال تعالى :"و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله والمؤمنون" وأن الله سبحانه وتعالى يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه، و كذلك إرضاء الوالدين لأنهم الذين يدفعونك للأمام و يشجعونك و يحفزونك.
ب- نسيان الماضى بما يحتويه من تجارب فاشلة فى اكتساب الثقة بالنفس والبدء مجدداً دون خوف فى بناء الثقة بالنفس واليقين والثقة من أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وكذلك التوقف عن التفكير السلبى و السلبية.
ت-أدراك الذات و طبيعتها والسعى وراء تنميتها، و لتكن صادقاً مع نفسك فلن تحصل على شىء من تضليل نفسك أو خداعها. فيقول "لاوتسو"(حكيم و فيلسوف صينى ):
"الذكاء الاجتماعى هو فهم الأخرين أما الحكمة الحقيقية هى فهمك لنفسك، القوة هى أن تؤثر فى الآخرين أما القوة الحقيقية فهى أن تؤثر فى نفسك"
ث-كما يمكن التوجة لقراءة الكتب الإرشادية التى تساعد على بناء الثقة بالنفس فمن واقع تجربتى الشخصية ـ كنت أخاف المشاركة فى الحوار أو التعبير عن رأى كما كنت أتجنب الحديث مع الآخرين وأشعر بالخجل الشديد (الغير مقبول) و لكن الحمد لله عزمت وصممت على تغيير حياتى وتحقيق أهدافى وتنمية ذاتى والمشاركة بطريقة فعالة فى الحياة وقمت بالفعل بالالتحاق بدورات للتنمية البشرية.
كما تطوعت بعمل خيرى بأحدى المنظمات الغير حكومية لتعليم الأميين، وقمت بشراء كتب متنوعة للقراءة وبالمناسبة هناك كتاب أفادنى كثيراً فى زيادة ثقتى بنفسى وهو "365 خطوة لتحقيق الثقة بالنفس" للمؤلف ديفيد لورانس بريستون ، ويحتوى هذا الكتاب على مجموعة من الطرق لاكتساب الثقة بالنفس .
كما إننى أصبحت أقوم بعرض موضوعات مختلفة أمام زملائى بالجامعة وأتذكر فى المرة الأولى التى قمت فيها بذلك أننى كنت لا أستطيع النظر إلى الحاضرين وأتمنى لو اختفى من الخجل وعدم القدرة على الكلام أمامهم وعزمت منذ تلك اللحظة على ألا أقلل من نفسى وألا أيأس مهما حدث لى من مواقف. فهناك مقولة مشهورة : "إنما الفشل فرصة للبدء مجدداً و لكن بذكاء أكبر" .
موضوع: كيف تكتسب الثقه بالنفس؟ 
الأربعاء سبتمبر 01, 2010 3:47 pm
