المرآه العاكسه

حلوة هي .....أليس كذلك ؟
هي ...

المرآة العاكسه ...

تلك التي عندما نقف امامها لا نرى غير ما نريد أن نراه فقط
سؤال أود طرحه على نفسي قبل أن أطرحه على الجميع .....
هل أنا ملاك أم شيطان ؟ ماذا فعلت طيله حياتي من معاصي قبل حسناتي ؟
ما عددها ومتى فعلتها ؟ أكذب عليكم إن قلت لكم أنني اعرف كل ما اقترفته يداي من آثام في حق الناس الذين يعيشون حولي ........ولكني بإمكاني إخباركم .....عن ذنوب الناس الذين قاموا بفعلها معي بالوقت واليوم والساعة
ولست وحدي هنا ....من يستطيع فعل ذلك .....بل الجميع .......كلنا يتذكر جيدا ما فعله به أحبابه قبل أعدائه
لأننا نحن هكذا ......
لا نتذكر إلا ذنوب غيرنا
وماضي غيرنا ومعاصي غيرنا... نتذكرها .......بقدر ما ننسى حسناتهم أيضا
....وننسى كليا ما فعلناه في حياتنا ...وصفاتنا السيئة

كم نحن متناقضون .....لأبشع حد ........
متناقضون لدرجة تثير الاشمئزاز وتشعرنا بالحمق

متناقضون ...لأننا نفعل ما يفعله غيرنا

ولأننا ننتقد غيرنا وننسى أن ننتقد انفسنا على أفعالنا التي نرتكبها كل يوم ونحن مخدرون
بالغرور الزائف ..وحب الذات .....باتت اعيننا لا ترى غير عورات الناس وننسى أننا عراة أمام انفسنا
مرآتنا التي نقف أمامها عاكسه ......لا ترينا غير صورة من يقف خلفنا بتنا نلعن الراقصه لأنها تهز جسدها أمام الرجال
ولا نلعن انفسنا حين ترقص ألسنتنا طربا من هتك سيرة الناس بالغيبة والنميمة ونقل الكلام
كم نحن مغرورين .... كلنا من الداخل يحمل ماضيا أسود أو نقطة سوداء بل نقاط سوداء في حياته لسنا ملائكة
ابدا
كل منا يخفي داخله صورة سيئة لا يريد أن يراها هو ولا يريد أن يراها الآخرين
الفرق ان بعضنا انفضح والبعض الآخر لا.....فلما لا نعمل حسابا لذلك اليوم
لما أصبحنا وحوشا ضارية على كل من يخطأ في حقنا .......لم نعد نستطيع أن نسامح أو أن نغفر ......
أصبحت قلوبنا قاسية لا ترحم ....
والله ........لوان ذنوبنا تكتب على أبواب بيوتنا ...... لرمينا بعضا بالحجارة حتى الموت .........
وأتساءل .....متى .....سوف نحطم مرآتنا العاكسه التي تعكس عيوب غيرنا
ومتى سوف نحاسب انفسنا بكل ذلك العنف الذي نحاسب به الآخرين

» اعرف شخصيتك من وقفتك امام المرآه