لماذا نكتب ..؟

تواردت في ذهني أسئلة عفوية يضمها عنوان كبير ( لماذا نكتب ؟ )

وحاولت أن تكون أجوبتي عفوية ( لعل وعسى ) أن تكون مقنعة!

نكتب لنعبر عما يجيش في نفوسنا من هموم وقيم ومشاعر.

نكتب عن كل ما يخطر في بالنا ، ونراه في أيامنا ، و يشاطرنا أمانينا .

نكتب عما يدور في مجالسنا ، وتتناقله الألسن من أخبارنا ، ولكن بالموضوعية والعفوية ، لا على طريقة حوار النواعم !

نكتب ونكتب عما يمليه الضمير ، وتحركه الحياة من مواقف.

نكتب لربما عن الأمل والألم ، والرضا والحزن ، والسلم والحرب ،والحاضر والغائب !

ونكتب عما يحبه الناس ، وتهواه النفوس ، وتطرب له القلوب، وتأسر له العيون .
تحدثي ..

عن كل ما يخطر في بالك من أفكار عن قطة المنزل ، عن آنية الأزهار عن الصديقات اللواتي زرت في النهاروالمسرحيات التي شاهدتها والطقس والأسفار..

تحدثي عما تحبين من الأشعار عن عودة الغيم ، وعن رائحة الأمطارتكلمي عن أبسط الأشياء.. وأصغر الأشياء .. عن ثوبك الجديد ، عن قبعة الشتاء عن الأزاهير التي اشتريتها من ( شارع الحمراء )

تكلمي نجيتي عما فعلت اليوم أي كتاب - مثلاً – قرأت قبل النوم؟!

لربما نكتب عن هذا أو ذاك أو هذه أو تلك ، ولكننا عندما نكتب نعيش نية طيبة قذف في قلوبنا العيش في ظلالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والكلمة الطيبة صدقة ) ولأن كلامه الكريم حق ، والعمل به دليل إيمان .

سيبقى كلامنا نابعاً من حقيقة واقعنا ، إذ ( لا يستطيع المضياع أن يكون مصلحاً ) كما قال عبد الملك بن صالح ، ولذا ستبقى كلماتنا بين ( لعل وعسى ) !

ونكتب ( لعل وعسى ) يستيقظ الضمير ، وتنحل عقدة العاجز ، وتفتح الأبواب المغلقة ، وتتغير القناعات المقنعة .

نكتب لعل وعسى أن نقرأ التاريخ ، وتجدد نخوات أولي العزائم ولو بالكلمة ! كما قال ( ديجول ) للملك فيصل يرحمه الله:- عليكم أن تقبلوا بالأمر الواقع ، فإسرائيل دولة قائمة في المجتمع الدولي.

فقال له الملك فيصل : إذا كنت تطلب منا يا فخامة الرئيس أن نرضخ للأمر الواقع ، فلماذا لم ترضخ فرنسا لاحتلال ألمانيا ، وكافحت حتى استعدت وطنك ؟! وبعدها كان ديجول دائماً ما يردد: الفضل لفيصل الذي أفهمني حقيقة قضية فلسطين !! .

ونكتب ( لعل وعسى ) أن تصحح المسيرة ، فلسنا نريد أصوات الناس ، وإنما نريد خيرهم . فمن وهب لنا أنفاسه الطاهرة بالدعاء، والتسديد ، والإصلاح ، فهذا فضل الله تعالى ، ومرحباً به وأهلاً ، شريكاً في أفكاري وأخاً في مسيرتي، وإن أشار إلى نقد أو إلى نفسه بفضل:

ففي الناس أبدالٌ وفي الهجر راحةٌ
وفي الناس عمن لا يواتيك مقنعُ