لمـاذا نضع الشباب تحت ضغوط ( كون نفسك ) التي تُثير الإحباط في ظل الطلباتِ المُغــالي فيها وارتفاع الأسعــــار الجنوني لها - شبكة ذهبية ، شقة فاخرة ، فرح مُكلِّف - عاماً بعد آخر ؛ لماذا لا نُعطيهم دوافع محفزة للنجاح والتميز بارتباط جِدي علي حسب المُتاح من الإمكانيات وبناء الطُموح في داخلهم فيتحقق بذلك نتائج أفضــــل وإنتــــاج أكبر وتجنُب للكثير والكثير مـن الفتن والفساد –للجنسين- الناتجة من تأخر زواجهم ومن وضعهم تحت ضغوط مُجبِرة مُجحفة مُثبطة للهِمم .
وأري أن " زواج الشهادات " من أهم أسبـــاب تأخر زواج الفتيات بل وعنوستهن وذلك في ظل ارتفــــــاع مستـــوي تعليم الفتاة وكون الطبيعي زواجها بمن في مثل عُمرها أو يكبرُهـا بقليـــل فإذا فاتها من في سنها وتزوج فإحتمالات أن يكون من يكبُرها قد فاتها منذ زمن لأنهُ قد يكون نهج من قبل نفس النهجِ وفات مثيلاتها وتزوج .
فالطبيبـــة أو المهندسة تريد طبيباً أو ضابطاً أو مُهندسـاً وقد لا تقبل بمُحامي أو مُحــــاسب أو مُدرس ؛ وفي نفـس ذات الـوقت ينزح الكثير من الأطبــــــاء والمهندسين - الذي يعنيهم راحتهم وليس المظهــر الاجتمـاعي الصوري الواهم - عن الارتباط بطبيبات ومُهندسات إدراكاً لظروفِ عملهن ويقبلـوا بمُدرسات وذوات مؤهلات أخري وهنَّ أيضاً كانوا يَطمحنَ في الارتباط بأطباء ومهندسين؛ أما المدرسون والمحامون حديثي التخرُج قد يصتدموا بالطَموحاتِ أقرانهم أحيـاناً وبالطبقيةِ المؤهلاتية أحياناً أخري .
ومن هنــــا صارت المعادلة غير موزونة فاختلت وارتفعت نسبة العنوسة لسببين أحدهمـا حميد ارتفاع مستـــوي تعليم الفتاة وإقبــالها علي مجال العمل تحقيقـــاً لذاتها ولتصرِف علي متطلباتها خشيةً من العنوسة لكنها بذلك تقلل عدد فرص عمل الشباب نظراً للنقص الطبيعي في فرص العمل المتاحة في الــوقت الذي تريد فيه أن يتقدم لها شـــاب يعمل بمرتب مُجزي لينفق علي بيته وقد تُشارك هي في مصـــاريف البيت أو تدخر عائد عملها لمتطلباتها الشخصية ورفاهيتها والسبب الآخر خبيث طََبقي وهو ( ترسُــخ فكرة زواج الشهـادات عند الفتيــــات وذويهم ) برغم أن المحامي قد يكون مشهوراً فيما بعد والمُحاسب قد يصبح مُديرَ بنك.