الزمان يعيد نفسه

في قديم
الزمان وسالف العصر والأوان تعرضت بلادنا العربية إلى الاحتلال الغربي
الغاشم , فجاءت قواتهُ وآلياتهُ تسحق كل شيء أمامها , من إنسان وحيوان
وشجر وخضر , فوجد المحتل أن الترابط وثيق بين أبناء الوطن , مع اختلاف
اللهجة أو الموروث الشعبي , لكن هناك خيط رفيع يربط بين الليبي والجزائري
والسوداني والمغربي والكويتي والمصري , خيط رفيع لا يكاد يُرى , لكنهُ قوي
جدا وحاد قاطع , ووقف حائرا أمام هذا الترابط العصي , ماذا يفعل ليسود ,
ماذا يفعل ليغلب ويدحض ؟ فعهد إلى فكرة خبيثة غاية في الخبث , ثم إنها
ستنطلي على الغالبية إن لم يكن الكل !
فعهد
إلى لعبة أسماها (القومية) وهي أن تتفرق الأمة إلى كيانات متجاورة , كل
كيان قائم بنفسه , ولهُ قوميتهُ التي يفخر بها , ويتعصب من أجلها , وربما
يموت دفاعا عنها ! وبهذا فرق , وبهذا ساد الأمة ولا يزال , والمتبصر هو من
يعي ذلك ويضعه في الحسبان , فلا ينسى أن هذا مخطط امبريالي قديم جدا ,
استطاع به (العم سام) وأحفادهُ أن يركبوا ظهورنا وأن يسوسونا سيس الخيل ,
وأن يروضونا ترويض الوحوش , من وجهة نظرهم , فإذا ما أنشغل كل فريق بنفسه
, وناصب الفريق الثاني العداء , دانت له الممالك والتيجان , وكان له
العبيد والخصيان , وقد كان.
والغريب
أنك تجد الآن من يتبنى هذا المخطط من بني جلدتك , فعلى ما يبدو لي أنهُ
استحسانا لكل ما هو (مستورد) وعقدة (الخواجة) قد تأصلت فينا , فوصل الأمر
بنا نحن بني (يعرُب) أن أصبحنا كالمحتل سواءً بسواء , فاخترعت الحكومات ما
تلهي بهِ شعوبها عن ملاحظة عيوبها , فكانت الأحزاب والفرق والنحل , حتى
وصلنا إلى مجال الرياضة فكان الأهلي والزمالك مثلا ! وكل مشجع على استعداد
لأن يموت في سبيل فريقه , فبأس ألموته !
ولا
ننسى أزمة مصر والجزائر بسبب لعبة الكرة , فهي قريبة وليست من التاريخ
الغابر ! إن المحتل ومن مشى في عقاله تزعجه أيما إزعاج راية لا إله إلا
الله , ويرى أن لا هوان لأمة استمسكت بها إلا بمحوها , فعنصرنا كما أراد ,
وتلاميذه من بعده ينفذون مخططه البغيض , فلو تكاتف الأخوة , أي أخوة تحت
راية التوحيد , عصى عليه أن يركب ويطوع ما أراد.
ورأيتُ
هذا واضحا جليا , حينما أعاد التاريخ نفسه , وعندما استدار مرتداً إلينا ,
أراد الأول أن يشكك ويطعن ويبهت كل راسخ متين من ثوابت ومسلمات , فعصى
عليه ذلك ! والسبب هو التماسك الديني , والانتماء المنهجي , والتقارب
العقائدي , فجلس مع نفسه ملياً , ثم مع حليفهٌ الشيطان , وفكر , لماذا لا
احذوا حذو الغرب , وبخاصة أني مع الغرب قلبا وقالبا , جاء وقته ! فعاد
إلينا متخفيا , حاملا راية جديدة , علماً بل أعلام كثيرة , لكل عصبة علم
ملون ومزركش , ودعا كل فرقة لعلم , فأنساق البعض كما حدث قديما , وفهم
البعض الآخر أيضا كما حدث قديما , فيا أيها المتعقلين , إنها عودة للتاريخ
, إنها دعوى الجاهلية الأولى , ومفاخرة بالأنساب والأعراق , وفي النهاية
كلكم لآدم , وآدم من تراب.
تحت
راية لا إله إلا الله محمد رسول الله , فقط هي رايتنا ومنهاجنا , وهي فقط
ما تستحق أن نثور لها , أما دعوى أولائك فهي الجاهلية المقيتة , (قوميات)
ونعرات كاذبة وليس لها أصل من الدين , لقد كان صحابة رسول الله صلّ اللهُ
عليه وسلم , صهيب الرومي , وخباب وسلمان الفارسي , وكان أعدائه صلّ اللهُ
عليه وسلم عمهُ أبو لهب , وبني جلدتهِ إلا من رحم ربي , إنهُ درس لكل
متبصر متعلق , ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .
وأنا
بالأصالة عن نفسي أعلنها على رؤؤس الأشهاد , من الآن فصاعداً سوف أترك ذاك
المغني يغني , وسأترك (جوقتهُ) يرددون خلفهُ , غير عابئٍ بهم جميعاً ,
فوطني هو الإسلام , وقوميتي هي الإسلام , ورايتي راية الإسلام , إذا ما
انتهك وطني سأثور لهُ , وإذا ما دنست رايتي سأثور لها , وإذا ما وجه لديني
ومعتقدي أي لوم أو تجريح سأتكلم وأنافح بكل ما أوتيتُ من قوة , وليذهبوا
بقومياتهم , وليذهبوا بعرقياتهم , وليذهبوا بعنصريتهم المقيتة .
الزمان
يعيد نفسهُ , هذا عنوان مقالي , لكل عاقل حكيم , يدري ما يحاك لهُ , من
فهم فليطبق , ومن لم يفهم فليعاود القراءة مرة أخرى , فليس بكلامي طلاسم
أو رموز , كلهُ واقع نحياهُ , جُزيتمُ الخير على متابعتكم وفي أمان الله .

صح والله عندك حق فعلا
تســــــــــــــــلم يابدر
ولا السادات؟؟؟؟؟؟
ههههههههههههههههه
ثــــــــانكس ع مجهودك

» هذا هو الزمان
» لا انت انت ولا الزمان الزمان !
» تحت اقدام الزمان........
» متاهات الزمان
» كلمنى شكرا..يعيد شويكار للسينما