و باتوا يعرفونني كما أعرف نفسي ..

من كان يتوقع أن نصبح بهذا العري ؟
أن تصبح عقولنا الباطنية قيد دراسات و تحليلات مستمرة ؟
أن يُغاص في دواخلنا دون إذن منا لمحاكاة ميولنا و رغباتنا المصرح عنها و المحتملة ؟
أن تستنطق كلماتنا و ملامحنا مجددا و مجددا بعيدا عنا أو في حضرتنا ، و إذا شاء الله ثم شاءوا رفعوها في وجوهنا خنجرا يهددنا ؟

لم تكن المعادلة بهذا التعقيد في البداية أو هكذا توهمنا .. بدت كل حدودها معلومة و بسيطة

كل قوانين اللعبة كانت مُيسرة ،، كنا من يمسك زمام الأمور و من يتحكم بها. وقعنا بحماس على المعاهدة و بعد بضع سنين نكسوا بها و عرضونا للمناقصة !

و كانت الصدمة أن كل ماضينا الذي اعتقدنا أنا تخصلنا منه بضغطة زر أو بقانون التقادم هو حاضر ، و ما عاد ملكا لنا...

وقَعت قبل أيام على دراسة تقول أنك إن أردت أن تجد أي شخص كان من رواد الشبكة فلن تحتاج لأكثر من عشر خطوات و الاستعانة بشظايا معلومات عرفتها عنه من قبل... على التويتر ستحتاج لثلاث خطوات فقط ، و على الفيس بوك ستحتاج لتسعة ، و إن كان صاحبك مُبالغا في تقدير خصوصيته على العالم الإفتراضي ، فيمكنك الاستعانة بالسابقي ذكرهما إلى جانب محرك البحث جوجل .. و إن شاء الله لن يخيب مسعاك أبدا .

و هذه ، تكاد تكون أشبه بالخدمات المجانية التافهة المتاحة للافراد ، إذ في النهاية لا تحقق أي مكاسب ضخمة .

قد تستخدمها أنت للبحث عن صديق قديم اختفى أثره بشكل ما ،، و ربما قد يود أحدهم اكتشاف حاضر و أخبار زميلة الدراسة التي لطالما فتنته ابتسامتها و هما في الثانوية ،، أو قد يستغلها نذل ما لإيذاء الآخرين لغايات دنيئة ... بالمجمل ، تبقى تعاملات فردية غير مؤثرة بالضرورة .

ولكن ، ماذا عن الخدمات الخاصة و المكلفة ؟ تلك التي تعقد من أجلها الصفقات المليونية و يخرج كل أطرافها بأرباح خيالية على حساب خصوصياتنا ؟

ما أعرفه جيدا هو أن حياتي تبدو عادية جدا بل مملة جدا ، أغرق في مبادئ كبيرة و أحلام بحجم المحيطات ، لي أماني و أشباه طموحات تتخطاني و تطال نصف هذا العالم .. و نادرا جدا ما أضع أي مما سبق قيد الفعل ، و معظمكم يشبهني !!

إذن ، ما الذي قد يستفيده اللاعبون الكبار من معرفة هذا أو أي شيء آخر من تفاصيلنا اليومية ؟

من هؤلاء المستعدون لشراء أخباري و تحركاتي النتية ، و الذين لا يترددون للدخول مع أي متعنت أمام استكشافه في صراعات قضائية طويلة ؟

هناك عشرات بل مئات الأسئلة التي يمكن طرحها عند نقاش قضية تهديد الخصوصية على العالم الافتراضي بسبب الاشتراك و التفاعل على المواقع الاجتماعية ،، لهذا أكتفي بهذا القدر و أفتح باب المداولة ..

تقديري للجميع

» كيف أعرف أن شخص يكذب
» لا أعرف من أين جاءت القســـــــــوه ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
» مورينيو: أنا لا أعرف الخوف
» ***انا سيدة نفسي***
» نفسي ارتاح ....