منتدى كلية تربية المنصورة

اهلا بك زائرنا العزيز
إذا كنت عضـــــــــو
فيجب عليك تسجيـــل
الدخـــــــــــــــــــول
اما إذا كنت زائر جديد
فيجب عليك التسجيل أولا
 أسماء الله وصفاته الحسنى بين التعطيل والتمثيل والتحريف 467423
منتدى كلية تربية المنصورة

اهلا بك زائرنا العزيز
إذا كنت عضـــــــــو
فيجب عليك تسجيـــل
الدخـــــــــــــــــــول
اما إذا كنت زائر جديد
فيجب عليك التسجيل أولا
 أسماء الله وصفاته الحسنى بين التعطيل والتمثيل والتحريف 467423
منتدى كلية تربية المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةبوابه تربيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  أسماء الله وصفاته الحسنى بين التعطيل والتمثيل والتحريف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شهد الحب
عضو ماسى
عضو ماسى
شهد الحب


انثى
الحمل الماعز
عدد المساهمات : 12221
العمر : 33
المزاج : يارب احفظ مصر
الدوله :  أسماء الله وصفاته الحسنى بين التعطيل والتمثيل والتحريف 3dflag10
المهنه :  أسماء الله وصفاته الحسنى بين التعطيل والتمثيل والتحريف Studen10
الهوايه :  أسماء الله وصفاته الحسنى بين التعطيل والتمثيل والتحريف Readin10
النقاط : 70271

 أسماء الله وصفاته الحسنى بين التعطيل والتمثيل والتحريف Empty
مُساهمةموضوع: أسماء الله وصفاته الحسنى بين التعطيل والتمثيل والتحريف    أسماء الله وصفاته الحسنى بين التعطيل والتمثيل والتحريف Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 29, 2012 12:08 am

 
أسماء الله وصفاته الحسنى

بين التعطيل والتمثيل والتحريف
عندما أظهرت الفرق المخالفة لعقيدة السلف ، واعتمدت على الفلسفة ومنطق أرسطو وقالت بتعطيل صفات الله تعالى وانحرفت في مجموعها عن طريق السلف والعقيدة الصحيحة التي بينا في مامضى وهي إثبات أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تكييف ولاتعطيل 0
(وهنا سأورد بعض المباحث الصغيرة التي جمعتها من قبل في دروس العقيدة واسأل الله أن يعينني على ذلك وأسأله النصح والنفع لكاتبها ومن قرأها )
من المسلمين 0
وأقول هناك محاذير ينبغي اجتنابها في الأسماء والصفات منها
:
1
- التعطيل :

والتعطيل في اللغة من تخليه وتفريق كما في قوله تعالى : "وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ " (45) الحج
وفي الاصطلاح نفي دلالة الأسماء والصفات مثل"الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى "(5)طه فالمعطل ينفي ذلك 0
والتعطيل في المدلول منه:
أ- تعطيل كامل : كتعطيل الفلاسفة والصوفية الغلاة والقرامطة الباطنية والمكارمة فهم نفوا الذات والصفات تعالى الله عما يقولون 0
ب- تعطيل جزئي ناقص : وهذا عليه الفرق الخمس وهم الجهمية والأشعرية والماتريدية و المعتزلة والكلابية ( ويسمون أهل الكلام ) أي أنهم أثبتوا ونفوا ويسمون أهل التعطيل الجزئي 0

2-
التمثيل :
و
التمثيل ينقسم إلى قسمين
:
أ- كلي :
وهو تمثيل الصوفية الحلولية فمثلوا ذوات الله في المخلوقين ( مثل تمثيل الصوفي الحلولي أبن عربي ) - غير ابن العربي المالكي -
وهم اصحاب كفر والعياذ بالله قطعي عند أهل العلم وهم زنادقة ذهبوا للقول بأن الله حل في العبد والأشياء وغيره 000
ب- جزئي :
وهم على قسمين { الكرامية فأثبتوا لله ذاتا تليق بجلاله ولكنهم أثبتوا صفات تشابه صفات المخلوقين ثم الروافض : يثبتون لله ذاتا تليق بجلاله ولكنهم في الصفات قالوا بصفات لله كصفات المخلوقين وصاحبهم الحكم بن هشام الرافضي و أما الرافضه العصريون أنقسموا إلى طوائف من ذلك الأثناء عشرية والزيدية أخذوا بمعتقد المعتزلة وخالفوا قدمائهم من الرافضة0


أمور تلحق بالتعطيل

1- التحريف
التحريف قال تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف )
من حرف ومعناه اصطلاحا تغيير نصوص الصفات وهو على قسمان :
أ- تحريف في الدليل :
أما بزيادة أو نقصان ، وأما الزيادة :
أما بزيادة حرف أو بكلمة 0
مثل تحريف المعتزلة قالوا بزيادة حرف في الاية ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) طه قالوا ( الرحمن على العرش استولى )
و التحريف بزيادة كلمة كما عند الاشاعرة والماتريدية والكلابية فقالوا في قوله تعالى (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) الفجر قالوا ( وجاء أمر ربك )0 من اجل ينفون عن الله صفة المجيء وغيروا وجعلوا موسى هو الذي يجيءوهذه عقيدتهم وقد تقدم أنني أستعرضت عقائد هذه الفرق في صفات لله تعالى - راجعها -

وأما التحريف بالنقصان :
كقوله تعالى ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) النساء قالوا في هذه الآية ( وكلم الله َ) { لاحظ بالفتح على لفظ الجلالة }
من أجل ينفوا عن الله صفة الكلام وغيروا وجعلوا موسى هو الذي كلم الله
0

2- وأما التحريف اللفظي والمعنوي :
فاللفظي:
تحريف في الشكل بزيادة أو نقص 0
والمعنوي وهو أثبات اللفظ وتحريف المعنى 0مثل تحريف الأشاعرة والماتريدية قالوا : النزول الالهي في الثلث الأخيرمن الليل كما جاء في الحديث الصحيح قالوا هو مَلك يخرج وحرفوا في المعنى واثبتوا اللفظ 0 أو كمثل قوله تعالى بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) المائدة 64
قالوا نثبت اليد واليد هنا هي القوة عندهم 0

ماهو الفرق بين التحريف والتعطيل ؟
كل محرف معطل لا العكس 0
والتحريف أعم والتعطيل أخص 0 فإذا ذكر التحريف دخل التعطيل وأما التعطيل فلا يذكر التحريف 0

وإذا ذكر التمثيل ذكر التكييف0
فكل ممثل مكيف وزيادة ، والتمثيل أعم والتكييف أخص 0


:لزوم الألفاظ الشرعية في باب الأسماء والصفات لله تعالى هو مذهب السلف

أن مذهب السلف في هذا الباب العظيم هو المذهب الحق والطريق المستقيم ، فهم إذا تكلموا في هذا الباب تكلموا بألفاظ شرعية وتجنبوا كل الألفاظ التي لم يرد بها دليل خلافا لمن خالفهم من أهل البدع الذين لايتورعون في باب الأسماء والصفات ذهبوا يقعدون قواعد وأصلوا أصولا لم يرد بها دليل ولا أصل لها 0 فتكلموا بألفاظ محدثة ابتدعها اليونان والفلاسفة مثل ( الجوهر والعرض وحلول الأحداث والجسم والتركيب والجهة والحيز وما أشبه ذلك ) وهذه كما تلاحظ ألفاظ محدثة لم ترد في الكتاب والسنة ولا نطق بها احد من السلف 0
ومن هنا كان الخلاف واضحا بين طريقة السلفيين الذين هم حريصون على التحدث بألفاظ شرعية في هذا الباب فطريقة أهل السنة التوقف عند الألفاظ الشرعية ويتركون كل لفظ لم يرد في الكتاب والسنة ولم نطق به السلف رضي الله عنهم 0 فلا يثبتونها لعدم ورود الدليل وهم مع ذلك ينكرون على من أثبت هذه الألفاظ دون الدليل الشرعي ، ولا ينفونها - أي أهل السنة - لعدم ورود الدليل النافي أيضا0
وباب النفي والإثبات في حق الله عند السلف توقيفي ، وأما بالنسبة لمعاني تلك الألفاظ فيستفصلون عن المراد بها ؛ فإن أراد المتكلم حقاً بدلالة الكتاب والسنة قبل منه هذا المعنى وأنكر عليه اللفظ المبتدع ، وأن أراد معنى باطل رد عليه وأنكر 0
(قاله أبن العز رحمه الله في شرح الطحاوية 1/ 70 - 71 )
وهكذا يتبين أن التعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية هو مسلك وسبيل أهل السنة والجماعة وأما المعطلة فيعرضون عن ماقاله الشارع من الأسماء والصفات ولا يتدبرون معانيها وهو الفارق بين من اثبت ومن نفى كالمعتزلة والأشاعرة في بعض الصفات وغيرهم 0

قال شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله :
. وَأَمَّا " السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ " فَلَمْ يَدْخُلُوا مَعَ طَائِفَةٍ مِنْ الطَّوَائِفِ فِيمَا ابْتَدَعُوهُ مِنْ نَفْيٍ أَوْ إثْبَاتٍ بَلْ اعْتَصَمُوا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَرَأَوْا ذَلِكَ هُوَ الْمُوَافِقُ لِصَرِيحِ الْعَقْلِ فَجَعَلُوا كُلَّ لَفْظٍ جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مِنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ حَقًّا يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ وَإِنْ لَمْ تُعْرَفْ حَقِيقَةُ مَعْنَاهُ وَكُلُّ لَفْظٍ أَحْدَثَهُ النَّاسُ فَأَثْبَتَهُ قَوْمٌ وَنَفَاهُ آخَرُونَ فَلَيْسَ عَلَيْنَا أَنْ نُطْلِقَ إثْبَاتَهُ وَلَا نَفْيَهُ حَتَّى نَفْهَمَ مُرَادَ الْمُتَكَلِّمِ فَإِنْ كَانَ مُرَادُهُ حَقًّا مُوَافِقًا لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَالْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ : مِنْ نَفْيٍ أَوْ إثْبَاتٍ قُلْنَا بِهِ ؛ وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا مُخَالِفًا لِمَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مِنْ نَفْيٍ أَوْ إثْبَاتٍ مَنَعْنَا الْقَوْلَ بِهِ وَرَأَوْا أَنَّ الطَّرِيقَةَ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْقُرْآنُ هِيَ الطَّرِيقَةُ الْمُوَافِقَةُ لِصَرِيحِ الْمَعْقُولِ وَصَحِيحِ الْمَنْقُولِ وَهِيَ طَرِيقَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ .
أنظر مجموع الفتاوى 6/ 36


معتقد أهل السنة والجماعة في باب الصفات وكيف حدث الخلاف مع غيرهم في ذلك


قد ذكرت فيما تقدم معنى السلفية لغة واصطلاحا[هذا الموضوع ضمن بحث مطول نشر لي في منتدى آخر ]
وقلنا عموما أن هذه الكلمة هي نسبة إلى السلف الصالح وهي كلمة تستخدم للدلالة على خير القرون واولاها بالإقتداء والإتباع وهي القرون الثلاثة الأول المشهود لها بالخيرية على لسان سيد البرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم 0

وقد ذكرنا أن شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله قام بدعوة تجديد للسلفية في عصره الذي سادته البدع الكلامية في أمور شتى ومنها القول في الصفات 0
والصفة جمعها صفات والصفة في اللغة اصلها " وصف " حذفت الواو وعوض عنها التا كالعادة والوعد ومادة و ص ف تدل على نعت الشي ء يقال : وصف الشيء نعته وهذا يدل على أن الصفة والوصف مترادفان - يمكنك المزيد من هذا راجع تاج العروس للزبيدي 6/ 266
وقال أبن فارس في مقاييس اللغة ( الوصف : تخلية الشيء ) والوصف قد يكون حقا او باطلا قال تعالى (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ) النحل (116)
واما أصطلاحا الصفة : ذكر الشيخ شمس الأفغاني في كتابه الماتريدية 0 هي المعنى القائم بالله تبارك وتعالى مما نعت به نفسه أو نعته به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما يدل عل إثبات الكمال المطلق له تعالى وتنزيهه عن كل عيب ونقص لا شريك له سبحانه في ذلك ولا مثيل ) الكتاب السالف الذكر جزء 2/ 417 وقيل ايضا ( ماقام بالذات مما يميزها من أمور ذاتية أو معنوية أو فعلية )
يمكنك أن تنظر كتاب اسمه معتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات لمؤلفه محمد بن خليفة التميمي ص 36

هل الصفات هي الذات أم زائدة عن الذات ؟

هذا السؤال مما أفرزه المتكلمون وأنتجته أصولهم الفاسدة وقد ضمنوا الجواب عليه بما هو باطل من أجل أن يتفق مع اصولهم في هذا الباب فالجهمية والمعتزلة والكرامية ذهبوا للتفريق بين الذات والصفات وقالوا أن الصفات زائدة عن الذات 0 ثم أن الجهمية والمعتزلة نفوا الصفات وأثبتتها الكرامية لكن ليس بما عليه السلفيين 0
وأما الأشاعرة فذهبوا غلى القول بأن الصفة ليست هي الموصوف ولا هي غيره وهذا قولهم باطل 0 والصحيح التفصيل كما هو مذهب السلف
قال أبن تيمية رحمه الله في الفتاوى 3/ 336
والتحقيق أن الذات الموصوفة لا تنفك عن الصفات أصلا ولا يمكن وجود ذات خالية عن الصفات . فدعوى المدعي وجود حي عليم قدير بصير بلا حياة ولا علم ولا قدرة ؛ كدعوى قدرة وعلم وحياة لا يكون الموصوف بها حيا عليما قديرا بل دعوى شيء موجود قائم بنفسه قديم أو محدث عري عن جميع الصفات ممتنع في صريح العقل . ولكن الجهمية المعتزلة وغيرهم ؛ لما أثبتوا ذاتا مجردة عن الصفات صار مناظرهم يقول : أنا أثبت الصفات زائدة على ما أثبتموه من الذات ؛ أي لا أقتصر على مجرد إثبات ذات بلا صفات . ولم يعن بذلك أنه في الخارج ذات ثابتة بنفسها ؛ ولا مع ذلك صفات هي زائدة على هذه الذات متميزة عن الذات ولهذا كان من الناس من يقول : الصفات غير الذات . كما يقوله المعتزلة ؛ والكرامية ؛ ثم المعتزلة تنفيها : والكرامية تثبتها . ومنهم من يقول : الصفة لا هي الموصوف ولا هي غيره . كما يقوله طوائف من الصفاتية كأبي الحسن الأشعري وغيره . ومنهم من يقول كما قالت الأئمة : لا نقول الصفة هي الموصوف ؛ ولا نقول : هي غيره ؛ لأنا لا نقول : لا هي هو ؛ ولا هي غيره فإن لفظ الغير فيه إجمال قد يراد به المباين للشيء أو ما قارن أحدهما الآخر ؛ وما قاربه بوجود أو زمان أو مكان ؛ ويراد بالغير : أن ما جاز العلم بأحدهما مع عدم العلم بالآخر . وعلى الأول فليست الصفة غير الموصوف ولا بعض الجملة غيرها . وعلى الثاني فالصفة غير الموصوف وبعض الجملة غيرها . فامتنع السلف والأئمة من إطلاق لفظ الغير على الصفة نفيا أو إثباتا ؛ لما في ذلك من الإجمال والتلبيس ؛ حيث صار الجهمي يقول : القرآن هو الله أو غير الله ، فتارة يعارضونه بعلمه فيقولون : علم الله هو الله أو غيره ؛ إن كان ممن يثبت العلم ؛ أو لا يمكنه نفيه . وتارة يحلون الشبهة ويثبتون خطأ الإطلاقين : النفي والإثبات لما فيه من التلبيس بل يستفصل السائل فيقال له : إن أردت بالغير ما يباين الموصوف فالصفة لا تباينه ؛ فليست غيره . وإن أردت بالغير ما يمكن فهم الموصوف على سبيل الإجمال ؛ وإن لم يكن هو فهو غير بهذا الاعتبار والله تعالى أعلم وصلى الله على محمد .

إثبات الصفات الفعلية الاختيارية لله عز وجل
يهمنا هنا في البداية أن نذكر بصورة مختصرة الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في عقيدة الأسماء والصفات وأقوالهم للتذكير بمواقفهم التي خالفوا فيهاعقيدة السلف في الأسماء والصفات حتى يتبين بعد ذلك كيف إن أهل السنة والجماعة قد تبينوا وتميزوا عنهم بإثباتهم الصفات الخبرية والفعلية الاختيارية لله تعالى 0
1- الجهمية : قد عرفنا أنهم يقولون بنفي الأسماء والصفات جميعا ويوافقهم على ذلك كثير من الفلاسفة والباطنية وغيرهم ويصفون الله بالسلوب والإضافات فقط 0
2- المعتزلة : يثبتون الأسماء وينفون جميع الصفات وعندهم الله سميع بلا سمع بصير بلا بصر عليم بلا علم قدير بلا قدرة وهكذا طريقتهم 0
3- الأشاعرة يقولون بإثبات الأسماء وبعض الثبات فقط ويؤولون البقية على اختلاف بينهم في ذلك أو يفوضون 0
4- المشبهة والممثلة : يثبتون الصفات لكنهم يجعلونها من جنس صفات المخلوقين تعالى الله تعالى عن قولهم جل ّ عن الشبيه والمثيل 0
5- المفوضة : يقولون المراد بالصفات مايليق بالله أو أمورا أخرى ولهذا هم يتوقفون فيها ويقتصرون على تلاوة القران وقراءة الحديث لاغبر 0
6- غلاة الباطنية : قالوا أن أثبتنا الصفات شبهنا الله بالموجودات وأن نفيناها شبهناه بالمعدومات ثم قالوا لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت يقولون نسلب عنه النقيضين

أهل السنة والجماعة وإثباتهم للصفات الفعلية الاختيارية لله عز وجل
أن أهل السنة والجماعة عقيدتهم كما تقدم في موضوع سابق يثبتون لله تعالى الأسماء والصفات كلها كما أخبر الله عن نفسه وأخبر بذلك نبيه صلى الله عليه وسلم وقد فصلت في هذا فيما تقدم ذكره واليوم سأذكر إن شاء الله تعالى إثباتهم للصفات الفعلية الاختيارية لله عز وجل 0
من هدي السلف رحمهم الله أنهم لا يتجاوزون الكتاب والسنة الصحيحة فأثبتوا لله عز وجل الصفات الفعلية الاختيارية القائمة به سبحانه وتعالى من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل ( وقد وضحت سابقا المقصود بهذه المصطلحات راجعها )
وقالوا بأن الله لم يزل ولا يزال فعالا لما يريد 0
وأنه يفعل ما يشاء وهو على كل شيء قدير 0
وهذا هو الأصل العظيم الذي عليه أهل السنة والجماعة توافرت وتضافرت في الدلالة عليه أدلة الكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل الصحيح 0
ومن هذه الأدلة التي في القرآن الكريم
آيات كثيرة وذكرها الإمام أحمد في الرد على الجهمية وأبو بكر الخلال في كتاب السنة وشيخ الإسلام أبن تيمية في درء التعارض والرسالة التدمرية 0
قوله تعالى "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " البقرة (186)
وهذه صفة إجابة الدعاء
وقوله تعالى :

" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " البقرة (174 صفة الكلام
كذلك قوله تعالى "الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا " الفرقان (59
صفة الاستواء
وقوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
"قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" المجادلة (1
صفة السمع0
وفي القرآن الكريم مواضع كثيرة غير ماذكرناه تدل على هذا الأصل العظيم في أدلة إثبات الصفات لله تعالى .
أما
أدلة من السنة على هذا الأصل اخترنا مايلي :

1- إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها
و رجله التي يمشي عليها ، و إن سألني لأعطينه و لئن استعاذتي لأعيذنه ، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت و أنا أكره مساءته " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 184 : صحيح 0
2- : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب . وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) ) . صحيح . أخرجه مالك ( 1 / 192 / 4 ) وعنه البخاري ( 1 / 217 ) وكذا مسلم ( 1 / 59 ) وأبو عوانة ( 1 / 26 ) وأبو داود ( 39
3- إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله 000 ) رواه البخاري ومسلم
" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " . رواه مسلم
4- وعن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة " . متفق عليه
5- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم0
6- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يضحك الله تعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة : يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد "( متفق عليه ) وهنا أحاديث صحيحة كثيرة في هذا المقام نكتفي بهذا 0

ومن آثار السلف وأقوالهم :
لقد ثبت عن السلف في هذا المقام مايطول ذكره وذكر شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله في درء التعارض 1/ 250 كثيرا من المقولات عن السلف في هذا الباب العظيم جدير منا أن ننقل بعضه للفائدة ولصلته بالموضوع : قال رحمه الله :
"وكلام السلف والأئمة ومن نقل مذهبهم في هذا الأصل كثير يوجد في كتب التفسير والأصول
قال إسحاق بن راهويه : حدثنا بشر بن عمر : سمعت غير واحد من المفسرين يقول : الرحمن على العرش استوى : أي ارتفع
وقال البخاري في صحيحه : ( قال أبو العالية استوى إلى السماء : ارتفع ) قال : ( وقال مجاهد : استوى : علا على العرش )
وقال الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره المشهور : ( وقال ابن عباس وأكثر مفسري السلف : ( استوى إلى السماء : ارتفع إلى السماء ) وكذلك قال الخليل بن أحمد
وروى البيهقي في كتاب الصفات قال : ( قال الفراء : ثم استوى أي صعد قاله ابن عباس وهو كقولك للرجل : كان قاعدا فاستوى قائما )
وروى الشافعي في مسنده عن أنس رضي الله عنه [ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن يوم الجمعة : وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش ]
والتفاسير المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين مثل تفسير محمد بن جرير الطبري وتفسير عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدحيم وتفسير عبد الرحمن بن أبي حاتم وتفسير أبي بكر بن المنذر وتفسير أبي بكر عبد العزيز و تفسير أبي الشيخ الأصبهاني وتفسير أبي بكر بن مردويه وما قبل هؤلاء التفاسير مثل تفسير أحمد بن حنبل و إسحاق بن إبراهيم و بقي بن مخلد وغيرهم ومن قبلهم مثل تفسير عبد بن حميد وتفسير سنيد وتفسير عبد الرازق و وكيع بن الجراح فيها من هذا الباب الموافق لقول المثبتين مالا يكاد يحصى وكذلك الكتب المصنفة في السنة التي فيها آثار النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة التابعين0 "
وفي نفس المرجع 1/ 243
قال أيضا رحمه الله :
"دلالة السمع على أفعال الله تعالى
ونحن ننبه عى دلالة السمع على أفعال اله تعالى الذي به تنقطع الفلاسفة الدهرية ويتبين به مطابقة العقل للشرع
ولا ريب أن دلالة ظاهر السمع ليس فيها نزاع لكن الذين يخالفون دلالته يدعون أنها دلالة ظاهرة لا قاطعة والدلالة العقلية القاطعة خالفتها فأصل الدلالة متفق عليه فنقول : معلوم بالسمع اتصاف الله تعالى بالأفعال الاختيارية القائمة به كالاستواء إلى السماء والاستواء على العرش والقبض والطي والإتيان والمجيء والنزول ونحو ذلك بل والخلق والإحياء والإماتة فإن الله تعالى وصف نفسه بالإفعال اللازمة كالاستواء وبالأفعال المتعدية كالخلق والفعل المتعدي مستلزم للفعل اللازم فإن الفعل لا بد له من فاعل سواء كان متعديا إلى مفعول أو لم يكن والفاعل لا بد له من فعل سواء كان فعله مقتصرا عليه أم متعديا إلى غيره والفعل المتعدي إلى غيره لا يتعدى حتى يقوم بفاعله إذ كان لا بد له من الفاعل وهذا معلوم سمعا وعقلا
أما السمع فإن أهل اللغة العربية التي نزل بها القرآن بل وغيرها من اللغات متفقون على أن الإنسان إذا قال : ( قام فلان وقعد ) وقال : ( أكل فلان الطعام وشرب الشراب ) فإنه لا بد أن يكون في الفعل المتعدي إلى المفعول به ما في الفعل اللازم وزيادة إذ كلتا الجملتين فعلية وكلاهما فيه فعل وفاعل والثانية امتازت بزيادة المفعول فكما أنه في الفعل اللازم معنا فعل وفاعل ففي الجملة المتعدية معنا أيضا فعل وفاعل وزيادة مفعول به
ولو قال قائل : الجملة الثانية ليس فيها فعل قائم بالفاعل كما في الجملة الأولى بل الفعل الذي هو ( أكل ) و ( شرب ) نصب المفعول - من غير تعلق بالفاعل أولا - لكان كلامه معلوم الفساد بل يقال : هذا الفعل تعلق بالفاعل أولا كتعلق ( قام وقعد ) ثم تعدى إلى المفعول ففيه ما في الفعل اللازم وزيادة التعدي وهذا واضح لا يتنازع فيه اثنان من أهل اللسان
فقوله تعالى : { هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } ( الحديد : 4 ) تضمن فعلين : أولهما متعد إلى المفعول به والثاني مقتصر لا يتعدى فإذا كان الثاني - وهو قوله تعالى : { ثم استوى } - فعلا متعلقا بالفاعل فقوله ( خلق ) كذلك بلا نزاع بين أهل العربيةولو قال قائل : ( خلق ) لم يتعلق بالفاعل بل نصب المفعول به ابتداء لكان جاهلا بل في ( خلق ) ضمير يعود إلى الفاعل كما في ( استوى )
وأما من جهة العقل : فمن جوز ان يقوم بذات الله تعالى فعل لازم به كالمجيء والاستواء ونحو ذلك لم يمكنه أن يمنع قيام فعل يتعلق بالمخلوق كالخلق والبعث والإماتة والإحياء كما أن من جوز أن تقوم به صفة لا تتعلق بالغير كالحياة لم يمكنه أن يمنع قيام الصفات المتعلقة بالغير كالعلم والقدرة والسمع والبصر ولهذا لم يقل أحد من العقلاء بإثبات أحد الضربين دون الآخر بل قد يثبت الأفعال المتعدية القائمة به كالتخليق من ينازع في الأفعال اللازمة كالمجيء والإتيان وأما العكس فما علمت به قائلا
وإذا كان كذلك كان حدوث ما يحدثه الله تعالى من المخلوقات تابعا لما يفعله من أفعاله الاختيارية القائمة بنفسه وهذه سبب الحدوث والله تعالى حي قيوم لم يزل موصوفا بأنه يتكلم بما يشاء فعال لما يشاء وهذا قد قاله العلماء الأكابر من أهل السنة والحديث ونقلوه عن السلف والأئمة وهو قول طوائف كثيرة من أهل الكلام والفلسفة المتقدمين والمتأخرين بل هو قول جمهور المتقدمين من الفلاسفة " انتهى كلامه رحمه الله

سابعا : هذه بعض القواعد في معتقد السلف في الصفات الفعلية الاختيارية لله عز وجل
--
قال أبن تيمية رحمه الله في الفتاوى 3/ 4 (فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات : إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قال تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . ففي قوله { ليس كمثله شيء } رد للتشبيه والتمثيل وقوله : { وهو السميع البصير } . رد للإلحاد والتعطيل .)

فهذه القاعدة تضمنت طريقة السلف في باب السماء والصفات فهم كما تلاحظ يثبتون ما أثبته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل كما تقدم ذكره 0
والله ذم الذين يلحدون في اسمائه وأياته قال تعالى : "{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } وقال تعالى : { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم }

أهل السنة والجماعة وسط بين الفرق في هذه العقيدة :
يقول أن تيمية رحمه الله في المرجع السابق أيضا
:
فإن الفرقة الناجية - أهل السنة والجماعة - يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ؛ بل هم الوسط في فرق الأمة كما أن الأمة هي الوسط في الأمم . فهم وسط في ( باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية ؛ وأهل التمثيل المشبهة . وهم وسط في ( باب أفعال الله تعالى بين القدرية والجبرية وفي باب ( وعيد الله بين المرجئة والوعيدية : من القدرية وغيرهم وفي ( باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية ( وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج
.
ونقل أبن عبد البر رحمه الله إجماع السلف على هذه العقيدة كما ذكر شيخ الإسلام أبن تيمية ذلك والكلام قد يطول 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أسماء الله وصفاته الحسنى بين التعطيل والتمثيل والتحريف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسماء الله الحسنى باللغة الانجليزية
» سجل حضوركـ اليومى بإسم من أسماء الله الحسنى
»  بسم الله ... الله اكبر ... بسم الله بسم الله * مجد المصريين وحرب اكتوبر *
» أسجده الله رغم أنفه لأنه تكبر على الله ومن تكبر عليه يذله الله
» الأيام الأخيرة في حياة سيد الخلق ((محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى كلية تربية المنصورة  :: المنتدي الاسلامي-
انتقل الى: