مريام الامريكية قصة واقعية..........................

ميريام الأمريكية .. قصة واقعية

بقلم /ابتسام بوقري

شاهدت يوم (9/9/1429) في قناة اقرأ برنامج ( بيني وبينك) الذي يقدمه الداعية الكويتي الدكتور محمد العوضي، وقد كانت الحلقة عبارة عن لقاء مع أخت مسلمة أمريكية - للأسف فاتني بدايتها - لكن عرفت أنها أسلمت بعد دراسة ومقارنة الأديان لمدة سنتين بعد اقتناعها أن القرآن كلام الله وكتابه وأن الإسلام الدين الحق، وتعلمت اللغة العربية في جامعة واشنطن ثم بالممارسة في الكويت - وقد ظهر ذلك في طريقة حديثها إذ غلبت عليها اللهجة الكويتية واختارت اسمها ميريام كما يكتب ويلفظ بالإنجليزية على اسم مريم عليها السلام- كما قالت - لأنها تأثرت بقصتها ولأنها المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها في القرآن بل إن سورة كاملة فيه باسمها. وكانت معها في البرنامج أمها التي جاءت لزيارتها لمدة أسبوع، وقد أسلمت هي أيضا ً - وكلتاهما ترتدي الحجاب الإسلامي، ما شاء الله- ولاحظ مقدم البرنامج العلاقة الوطيدة بين ميريام وأمها حيث قبلت رأسها أمام الكاميرا واحتضنتها، كما ذكرت أنهما متواصلتان عن طريق البريد الإلكتروني وتقوم أمها بتوجيه رسالتين أسبوعياً لها عن الدين الإسلامي سواء بدعاء أو نصيحة أو موضوع مفيد.

ولأن أمها لا تتحدث اللغة الإنجليزية أو العربية فهي من أصل مكسيكي فقد تولت ابنتها مهمة الترجمة، وعبرت عن فرحتها بأنها مسلمة وأنها تتمنى زيارة بيت الله الحرام وتقبيل الحجر الأسود، ومن فيض مشاعرها الإيمانية فقد أدمعت عيناها وهي تتكلم.. كما ذكرت أنها تعرف امرأة أردنية اسمها ربى كانت تعمل معها في أمريكا، وتأثرت بها حين لاحظت تصرفاتها خصوصا محافظتها على الوضوء والصلاة، وهي لا تعلم بإسلامها فأخبرتها عبر البرنامج بهذه البشرى لعلها تشاهدها.

وقالت ميريام إن والدها من أصل إيطالي وألماني مختلط وهي الآن مسلمة الدين أمريكية الهوية، ومازالت تتعلم المزيد عن الإسلام، ولها موقع على الإنترنت كما ذكرت.

كما أنها مهتمة بالبيئة ونظافتها ولديها مشاريع مستقبلية للحفاظ عليها في الكويت والدول العربية والإسلامية.

كم تأثرت بهذه الفتاة.. ومع أنها حديثة العهد بالإسلام لكنها محافظة على حجابها وتتكلم عن الإسلام بحب وتطبق تعاليمه بشكل أكبر من مسلمي الأصل، وتعمل في الدعوة والخير، وفجأة ظهر خبر مكتوب على الشاشة ظننت أن فيه عنوانها الإلكتروني الذي ذكرته شفويا لكن لم أتمكن من كتابته، فقلت لنفسي الحمد لله سأنقل العنوان الآن حتى أتمكن من مراسلتها والتعرف عليها أكثر لأني أحببتها في الله...لكن المفاجأة بل الصدمة أن الخبر هو (توفيت ميريام في حادث سير مروري في الأردن يوم 3 رمضان) والمقابلة عرضت يوم 9 رمضان فهي مسجلة بالطبع! ظننت أني أخطأت قراءة الخبر. لكنه عاد للظهور على الشاشة، فقلت وعيناي تذرفان الدموع تأثراً: ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).

اللهم ارحمها واغفر لها وأورثها الجنة واربط على قلب أمها وصبرها على فراق ابنتها التي أعزها الله بالإسلام وأحسن خاتمتها. وتذكرت قوله تعالى: (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم) النساء 13.
اللهم اكتبها من الفائزين و اجمعنا بها في جنة الفردوس واجعلنا معها رفقاء الحبيب صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين.. آمين.

لا تنسوا أختكم (ميريام) من دعائكم وإهدائها ما تجود به أنفسكم من صدقات كوقف خيري مثل سبيل ماء باسمها. ولتكن لنا في قصتها عبرة.. فالحياة قصيرة، والموت زائر لابد منه لا ندري متى يأتي.. لا يفرق بين شيخ وشاب أو حتى طفل.

فهل نحن على استعداد لاستقباله؟ وماذا أعددنا في صحائفنا من أعمال صالحة قد تشفع لنا يوم لقاء ربنا..