القصة الأولىرجل مسن تجاوز التسعين من
العمر فأصبح في بعض الأحيان يفقد وعيه ويفقدالذاكرة وتعود .. لقد قام
بتزويج أبنائه الثلاثة وأسكنهم في نفس البيت ولكن كانت زوجات أبناءه قد
تضايقوا من وجود هذا الأب ..فوضع زوجات الأبناءخطة لطرد هذا الأب وأقنعا
الأزواج بالذهاب به إلى دار العجزة وفعلاً استجاب هؤلاء الأبناء وذهبوا
بوالدههم إلى دار العجزة.
وقالوا للمسؤلين : إن هذا الرجل وجدناه في
الطريق ونريد أن نكسب الأجر فنضعه عندكم فى دار العجزة.
رحبت دار
العجزة بهذا الأمر على أنه فعلا رجلا في الطريق ليس له أحد إلا هؤلاء جائوا
به إلى هذا المكان .
قالوا للبواب المسئول : إذا مات هذا الرجل
فهذا رقم البيت ورقم الجوال فاتصل علينا.
ما هي إلا أيام وتعود
الذاكرة إلى هذا الأب وينادي أبناه يا فلان احضروا لي ماء أريد أن أتوضأ .
جاء
المسئول والممرضين عند هذا الأب الكبير قالوا : أنت في دار العجزة.
قال
: متى أتيت إلى هنا ؟
قالوا : أتيت في يوم كذا وذكروا أوصاف
الأبناء الذين جاءوا به .
قال هؤلاء أبنائي ورفع يديه ودعاء عليهم..
اللهم كما فعلوا بي هذا الفعل اللهم أرنى وجوههم تلتهب ناراً يوم القيامة .
اللهم
أحرمهم من الجنة يارب العالمين وينادي المدير المسئول ويكتب جميع عقاراته
وأملاكه وقفاً لهذه الدار ولم يتحمل هذه الصدمة وتوفي مباشره . فرح الأبناء
بعدما أتصل عليهم هذا البواب فجائوا فرحين ولكن تفاجؤا أن والدهم قد
كتابةكل شىء يمتلكه وقفا لدار العجزة ويجب عليهم أن يخرجوا من هذه الشقق
التي كانوا يسكنون فيها هذا في الدنيا قبل الآخرة
القصة الثانيةكان
هناك رجل عليه دين ,وفي يوم من الأيام جاءه صاحب الدين وطرق عليه الباب
ففتح
له أحد الأبناء فاندفع الرجل بدون سلام ولا احترام
وأمسك بصاحب الدار
وقال له :
اتق الله وسدد ما عليك من الديون فقد صبرت عليك أكثر من
اللازم
ونفذ صبري ماذا تراني فاعل بك يا رجل؟!.
وهنا تدخل الابن
ودمعة في عينيه وهو يرى والده في هذا الموقف
وقال للرجل
كم على والدي
لك من الديون ,
قال
أكثر من تسعين ألف ريال.
فقال الابن :
اترك
والدي واسترح وأبشر بالخير،
ودخل الشاب إلى غرفته حيث كان قد جمع مبلغا
من المال
قدره سبعة وعشرون ألف ريال من راتبه لشراء مستلزمات زواجه
الذي ينتظره
ولكنه آصر أن يفك به ضائقة والده ودينه و جاء بمال وقال
للرجل:
هذه دفعة من دين الوالد قدرها سبعة وعشرون ألف ريال
وسوف يأتي
الخير ونسدد لك الباقي في القريب العاجل إن شاء الله.
هنا بكى الأب
وطلب من الرجل أن يعيد المبلغ إلى ابنه فهو محتاج له
ولا ذنب له في ذلك
فأصرّ الشاب على أن يأخذ الرجل المبلغ.
وودعه عند الباب طالبا ًمنه عدم
التعرض لوالده و أن يطالبه هو شخصياً ببقية المبلغ.
ثم تقدم الشاب إلى
والده وقبل جبينه وقال يا والدي قدرك أكبر من ذلك المبلغ
وكل شيء يعوض
إذا أمد الله عمرنا ومتعنا بالصحة والعافية
فأنا لم أستطع أن أتحمل ذلك
الموقف ,
ولو كنت أملك كل ما عليك من دين لدفعته له
ولا أرى دمعة
تسقط من عينيك على لحيتك الطاهرة.
وهنا احتضن االأب ابنه و أجهش بالبكاء
و أخذ يقبله ويقول
الله يرضى عليك يا ابني ويوفقك ويحقق لك كل طموحاتك.
وفي
اليوم التالي وبينما كان الابن منهمكاً في أداء عمله الوظيفي
زاره أحد
الأصدقاء الذين لم يرهم منذ مدة
وبعد سلام وسؤال عن الحال والأحوال قال
له ذلك الصديق
يا أخي أمس كنت مع أحد كبار رجال الأعمال
وطلب مني أن
أبحث له عن رجل مخلص وأمين وذو أخلاق عالية
ولديه طموح وقدرة على إدارة
العمل
وأنا لم أجد شخصاً أعرفه تنطبق عليه هذه الصفات إلا أنت
فما
رأيك أن نذهب سوياً لتقابله هذا المساء. فتهلل وجه الابن بالبشرى وقال:
لعلها
دعوة والدي وقد أجابها الله فحمد الله كثيراً ,
وفي المساء كان الموعد
فما أن شاهده رجل الأعمال حتى شعر بارتياح شديد تجاهه وقال :
هذا الرجل
الذي أبحث عنه وسأله كم راتبك؟
فقال:ما يقارب الخمسة ألاف ريال.
فقال
له:اذهب غداً وقدم استقالتك وراتبك خمسة عشر ألف ريال،
وعمولة من
الأرباح 10% وراتبين بدل سكن وسيارة ,
وراتب ستة أشهر تصرف لك لتحسين
أوضاعك.
وما أن سمع الشاب ذلك حتى بكى وهو يقول
ابشر بالخير يا
والدي.
فسأله رجل الأعمال عن سبب بكائه فحدثه بما حصل له قبل يومين،
فأمر
رجل الأعمال فوراً بتسديد ديون والده،
وكانت محصلة أرباحه من العام
الأول لا تقل عن نصف مليون ريال.
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم :أي الأعمال
أحب إلى الله؟
قال
الصلاة على وقتها،قلت:ثم أي؟قال:ثم بر
الوالدين،قلت:
ثم أي؟قال:ثم الجهاد في سبيل الله ).