الصـــــــــــوم جنــــــــه

بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله ونستعين به ونستهديه ونستغفره
ونصلى ونسلم صلاةً وسلاماً يليقانِ
بمقام سيدِ الخلق وحبيب الحق وعلى آله واصحابه
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل (كل عمل إبن آدم له إلا
الصيام فإنه لى وانا أجزى به والصوم جنه فإذا كان يومُ صوم أحدكم فلا يرفث
ولا يفسق فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى امرؤ صائم والذى نفس محمد بيده
لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
وللصائم فرحتان يفرحهما
فرحة عند فطره
وفرحة عند لقاء ربه
هذا حديث قدسى جليل رواه النبى صلى
الله عليه وسلم عن ربه
فى هذا الحديث ينسب الله عز وجل
الصوم لنفسه
وفى هذا من التعظيم والتفخيم
والتكريم
والبلاغه فى التعبير عن تأدية هذه
المعانى ما فيه
و إنه لينشأ من هذه العباره سؤ لا
لابد من الإجابة عليه
حاصله لماذا نسب الله الصوم لنفسه
ونسب سائر ألأعمال إلى ابن آدم مع ان الصوم من عمله وهل المراد بالعمل
الحسنات والسيئات آم الحسنات فقط وما الفائده من نسبة الصوم إلى الله تبارك
وتعالى
ولم قال وانا اجزى به وهو سبحانه
يجزى به وبغيره أحسن الجزاء لمن احسن العمل إلى غير ذلك مما يدور فى خاطر
المسلم
والجواب على هذا السؤال المركب من
عدة خواطر يوحى بها التأمل والنظر يتلخص فيما يأتى
اولا ..المراد بعمل ابن ادم فى
الحديث حسناته لاستثناء الصوم منه فهو عمل صالح مستثنى من عمل صالح
ثانيا .. ومعنى كونه له مكتوب له عند
الله الحسنه بعشر امثالها واضعاف ذلك كثير
كما صرح بذلك فى الحديث الحديث الذى
اخرجه مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم(كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنه بعشر امثالها إلى سبعمائة ضعف قال
الله عز وجل إلا الصوم فإنه لى وانا اجزى به يدع شهوته وطعامه من اجلى )
ثالثا .. وإضافة الصوم له جل
شأنه(قيل لأنه عمل لا يدخله الرياء بخلاف غيره من العبادات
(وقيل أضاف الصوم لنفسه عز وجل لأنه
هو الذى يتولى جزاؤه
إذ ليس هو من الأعمال الظاهره فتكتبه
الحفظه
وقيل لانه ليس للصائم فيه حظ يشتهيه
ويهواه
وقيل لما كان الإستغناء عن الطعام من
صفاته عز وجل اشبه الصائم فى هذه الصفه تعبدا وتقربا وان كان الله تعالى
لا شبيه له فى صفاته ولا فى ذاته
وقيل اضاف الصوم لنفسه لأنه هو
المنفرد بتقدير ثوابه كما دل عليه قوله تعالى فى الحديث (وانا اجزى به )
رابعا .. وفى قوله تعالى (وانا اجزى
به) بيان لكثرة الثواب وعظمه
ثم قال صلى الله عليه وسلم (والصوم
جنه) اى وقايه للصائم من المعاصى والأمراض النفسيه والجسديه
فالصوم يقوى إرادة الصائم ويضعف
إرادة الشيطان فيكون الصائم فى مأمن من وساوسه وهواجسه ومغرياته
ويجهله قادر على كبح جماح نفسه
والتغلب على نزواته الطائشه

ولهذا آمر النبى صلى الله عليه وسلم
من لا قدرة له على الزواج ان يصوم فقال يا معشر الشباب من استطاع منكم
الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه
له وجاء )اى وقايه وقطع
للشهوه او إضعاف لها
والصوم يمكن الصائم من الصبر على
المكاره
ومواجهة الشدائد بصدر رحب وقلب مطمئن

ويعظم النبى الصوم تعظيما يدعوا
المسلم إلى اتخاذه وسيله للتقرب الى خالقه
والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم
عند الله اطيب من ريح المسك
والخلوف (رائحة الفم ) وهو كنايه عن
قبول عمله والرضا به والإثابه عليه
يختم النبى حديثه بقوله (للصائم
فرحتان يفرحهما) إذا أفطر فرح بفطره
وإذا لقى ربه فرح بصومه
وفرحه بالفطر كنايه عن احساسه بنعمة
التوفيق وشعوره بالنجاح فى التغلب على شيطانه وهواه وتوقعه الرضا والقبول
مما أخلص له الصوم وصدقه النيه فى القول والعمل
واما الفرحه الأخرى فهى الفرحه
الكبرى ويالها من فرحة عمل لها الأنبياء والمرسلون والأولياء الصالحون
وقصروا همتهم عليها
وجعلوها منتهى البغيه
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
وكل عامٍ أنتم بخير

جزاك الله خيرا تيتو

جزاك الله كل الخير

جزاك الله خيرا يا تيتو

زائر

جزاك الله كل خير يا تيتو

توبيك مهم اوى بجد

جزاكى الله كل خير

مشكوووووووور تيتو
جزاك الله خير