ان الإيمان بالله هو السعادة الحقيقية ..
هو المتجر الصحيح الرابح والبضاعة التي لا تخيب ..
إن ضاع الإيمان فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحيى دينا ..
عليك أيها المسلم أن تلجأ إلى مولاك وخالقك إذا ادلهمت الخطوب ..
رجل تنكرت عليه نفسه وأصحابه .. وأصبح يتألم على حظه السيئ .. فبقي على حزن بحث عن وظيفة .. فوجد الأبواب مغلقة .. وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ..
شاء الله عز وجل ان يلتقي هذا الرجل بشيخ جليل وقد اصفر لونه ونحل جسمه من الحزن والألم ..
فلما رآه الشيخ على هذه الحال أشفق عليه وقال له كيف حاجتك؟
قال: والله إلى الآن ما نقضت وأنا أبحث عن فلان حتى يكلم فلاناً.
قال الشيخ: أعلم من يحل لك موضوعك ويكفيك همك.
قال الرجل: وهل يؤثر على المسؤول فلان؟
قال الشيخ: نعم يؤثر عليه.
قال الرجل: هل تعرفه؟ هل تستطيع أن تكلمه؟
قال الشيخ: نعم .. أعرفه وأستطيع وتستطيع أنت أن تكلمه!
قال الرجل: بالله كلمه أنت .. جُزيت خيرا.
قال الشيخ: لا بل أنت تكلمه ..
قال الرجل: من هو؟
قال الشيخ: "هو الله".
قال الرجل متعجبا: هاه!!!!
قال الشيخ: "(وقال ربكم ادعوني استجب لكم) ..
اتق الله لو قلت لك فلان أو فلان من البشر لكنت قلت هيا .. فلما قلت لك الله قلت هاه .. أنسيت دعاء الله؟ هلا جربت دعوة الأسحار بالليل والناس نيام؟ جربت العباد .. فجرب دعوة الرحمن الرحيم ..
فارق الرجل الشيخ وكلامه لا زال يرن في أذنيه وقد استيقن أن الفرج من عند الله .. مضى إلى بيته ونام لعل في الغد يكون الفرج!
قال الرجل: وبينما أنا نائم إذا بي كأن شخصا أقامني فقمت .. فصليت ودعوت الله ولذت به وكأنني أراه ..
فلما أصبحت ذهبت في طريق غير الطريق المعتاد! مررت على شركة معينه فلفتت انتباهي .. فتوقفت عندها وسألت عن وظيفةٍ شاغرة .. فإذا بمديرها يقبل إلي! ويرحب بي ..
ويقول: إننا منذ زمن نبحث عن أمثالك!
وقد عينت في وظيفة لم أحلم بها فلله الحمد.
وهكذا كان الفرج بعد الشدة لهذا العبد لما توكل على الله حق التوكل ودعاه دعاء المضطر الخائف المنيب
فاللهم رحمتك نرجو.