منتدى كلية تربية المنصورة

اهلا بك زائرنا العزيز
إذا كنت عضـــــــــو
فيجب عليك تسجيـــل
الدخـــــــــــــــــــول
اما إذا كنت زائر جديد
فيجب عليك التسجيل أولا
دراسة هامة جدا 467423
منتدى كلية تربية المنصورة

اهلا بك زائرنا العزيز
إذا كنت عضـــــــــو
فيجب عليك تسجيـــل
الدخـــــــــــــــــــول
اما إذا كنت زائر جديد
فيجب عليك التسجيل أولا
دراسة هامة جدا 467423
منتدى كلية تربية المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةبوابه تربيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دراسة هامة جدا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shosho shoney
مشرفة قسم الاخبار
مشرفة قسم الاخبار
shosho shoney


دراسة هامة جدا Ebda4e_4
انثى
العقرب القرد
عدد المساهمات : 2866
العمر : 32
المزاج : الحمد لله في تحسن
الدوله : دراسة هامة جدا 3dflag10
المهنه : دراسة هامة جدا Studen10
الهوايه : دراسة هامة جدا Readin10
النقاط : 58778

دراسة هامة جدا Empty
مُساهمةموضوع: دراسة هامة جدا   دراسة هامة جدا Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 18, 2010 9:56 am

دراسة هامة جدا 1
«اقرأ » ليست أول
آية تنزل من القرآن.. وجبريل لم يتجسد للرسول أبداً
يذهب "ابن قرناس" في كتابه، إلي أنه لا يمكن أن تكون سور القرآن نزلت
بالترتيب الذي قال به المفسرون، وحتي يدلل علي ذلك فهو يأخذ من سورة العلق
أول سورة في ترتيب النزول كما يقول المفسرون - فأول آية نزلت في القرآن هي
"اقرأ"- مثالا لتأكيد وجهة نظره.


يقول المفسرون إن سورة العلق والآيات الخمس الأولي منها تحديدا هي أول ما
نزل علي رسول الله، وتلاها في النزول سورة القلم معتمدين في ذلك علي أمرين،
الأول تصورهم الخاطئ عن كيفية تلقي الرسول صلي الله عليه وسلم للوحي،
والثاني ظنهم أن القرآن ينزل علي شكل جزء من آية أو آيات، وليس علي شكل
سورة كاملة.


ويناقش "ابن قرناس" الأمرين فيقول عن كيفية نزول الوحي، إن المفسرين
تخيلوا أن الوحي يتم عبر لقاء حسي بين محمد صلي الله عليه وسلم والملك
المكلف بتبليغ الوحي، يقوم الملك أثناء اللقاء بتلقين الرسول الآيات
المنزلة عليه، بنفس الطريقة التي يعرفها العرب للتعلم، وهو ما ظن المفسرون
المحدثون أنه جري بين جبريل والرسول، ثم اختلقوا أحاديث لدعم ظنهم هذا.


ومن تلك الأحاديث ما نسب لأم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، والذي
يظهر فيه الرسول وهو لا يدري ما حدث له، لولا ورقة بن نوفل الذي يقول عنه
الحديث، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من
الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له
خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا تري؟
فأخبره رسول الله صلي الله عليه وسلم خبر ما رأي، فقال له ورقة: هذا
الناموس الذي نزل علي موسي، يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول
الله صلي الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت
به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم يلبث ورقة أن توفي
وفتر الوحي.. والحديث جاء في صحيح البخاري.


يقول ابن قرناس:"هذه القصة مختلقة من الأساس، لأن ورقة بن نوفل لم يقل
للرسول ما نسب إليه أنه قاله، ولم يؤمن برسالة الإسلام، ولم ينصر الرسول
ولم يؤازره مع أنه عاش لما بعد البعثة، هذا إذا كان له وجود أصلا، ولم يكن
مجرد شخصية وهمية اختلقها المؤرخون لدعم تأويلاتهم.. وهو ما أظن".


أما عن طريقة تلقي الرسول صلي الله عليه وسلم للوحي فيقول ابن قرناس: لقد
تبنينا قصص الرواة عن الكيفية التي كان الرسول صلي الله عليه وسلم يتلقي
بواسطتها الوحي، وتقاعسنا عن تحكيم عقولنا والتمعن فيما قاله سبحانه وتعالي
الذي نزل "الكتاب تبيانا لكل شيء، وهدي ورحمة وبشري للمسلمين".


إن القرآن يخبرنا بكل وضوح أن الوحي ينزل مباشرة علي قلب الرسول، يعني
ذاكرته: "قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله علي قلبك بإذن الله مصدقا لما
بين يديه وهدي وبشري للمؤمنين"، وهو ما تؤكده سورة الشعراء"وإنه لتنزيل رب
العالمين، نزل به الروح الأمين، علي قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي
مبين".


وعليه فقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يوحي إليه أي ينسخ الوحي في
ذاكرته، دون الحاجة للتلقين: "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري
ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جلعناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك
لتهدي إلي صراط مستقيم"، وقد أكد القرآن ذلك مرات عديدة، بصيغة "أوحينا
إليك"، وبصيغة "أوحي إليك"، وطمأن الله سبحانه نبيه بألا يحاول ترديد ما
يجده قد نسخ في ذاكرته ليحفظه: "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه
وقل رب زدني علما"، فلن ينساه ما دام حيا: "لا تحرك به لسانك لتعجل به إن
علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأنها فاتبع قرآنه".


ويصل ابن قرناس إلي أول ما نزل من القرآن، يقول: إن الأدلة التي اعتمدها
المفسرون والمحدثون علي أن الخمس آيات الأولي من سورة العلق، هي أول ما نزل
علي الرسول، تقوم علي ظنهم بأن الوحي يتم بتلقين الملك لرسول الله الآيات
وترديدها عليه حتي يحفظها، وهو ما ينفيه القرآن نفيا قاطعا.


ولو تمعنا في سورة العلق بعيدا عن ظنون المفسرين، فسنجد أنها تتحدث عن أحد
كبراء قريش، وكيف أنه كان يزجر الرسول كلما رآه يصلي (بجوار الكعبة):
"أرايت الذي ينهي، عبدا إذا صلي ، أرايت إن كان علي الهدي، أو أمر بالتقوي،
أرايت إن كذب وتولي، ألم يعلم بأن الله يري، كلا لئن لم ينته لنسفعنا
بالناصية، ناصية كاذبة خاطئة، فليدع ناديه، سندع زبانية، كلا لا تطعه واسجد
واقترب".


أما لماذا يقول ابن قرناس إن هذه ليست أول آيات القرآن الكريم نزولا،
فلأنها كما يقول: هذه الآيات تؤكد أن هناك سورة نزلت قبل العلق تأمر
بالصلاة، وهو ما يؤكد يقينا أن العلق لم تكن أول سورة نزلت من القرآن.
هذا كتاب لابد أن تقرأه بقلبك، قبل أن تطالع سطوره بعقلك، استبعد العاطفة
قليلا، واستند فقط إلي أن التاريخ الإسلامي كما قرأناه وتعلمناه في
المدارس، فيه الكثير من التناقضات والأحداث غير المنطقية، التي التقطها
المستشرقون، وبالغوا فيها، وجعلوا منها تكئة للإساءة إلي الرسول صلي الله
عليه وسلم.


"ابن قرناس" هو مؤلف الكتاب، وطبيعي أن هذا ليس اسمه الحقيقي، لكن ربما
اختار لنفسه اسما كوديا، لأنه يعرف جيدا أنه بكتابه "أحسن القصص.. تاريخ
الإسلام كما ورد من المصدر"، سوف يأتي بأكبر انقلاب في كتابة تاريخ وقصة
حياة الرسول صلي الله عليه وسلم.


تقوم فلسفة الكتاب علي تدوين تاريخ الإسلام مباشرة من القرآن الكريم، دون
الاستعانة بأي كتاب بشري، سواء كتبه محدث أو مفسر أو قاص أو مستشرق قديما
أو حديثا.


لكن لماذا يلجأ المؤلف إلي القرآن الكريم وحده ليكتب من خلاله تاريخ
الرسول صلي الله عليه وسلم، هل كتب السيرة الكثيرة التي بين أيدينا لا
تكفي، أم أن ما ورد فيها ليس صحيحا بالمرة؟


أترك المؤلف قليلا يبرر اختياره وانحيازه للقرآن الكريم كمصدر لكتابة
تاريخ الإسلام، يقول "ابن قرناس": الأحداث التي وقعت في زمن الرسول صلي
الله عليه وسلم لم يصلنا منها أي سجل بشري من شهود عيان علي الإطلاق، وكل
ما قيل عن تلك الفترة هو قصص مختلق، تعكس ميول من كتبها أو من اعتمدها
وأقرها، وقد كتبت بعد الأحداث بعشرات السنين في العصر الأموي، وعدلت وبدلت
في عصر العباسيين بعد مئات السنين من وقوعها في عصر الرسول صلي الله عليه
وسلم، ولأن العباسيين استمروا في الحكم لقرون طويلة، فقد ترسخ كل ما كتب في
عصرهم، وصبغ به تاريخ الإسلام، وكأنه هو بالفعل ما وقع، ولم يعد للتاريخ
الحقيقي أي وجود".


ويعلي ابن قرناس من قيمة الاعتماد علي القرآن الكريم وحده كمصدر لتاريخ
الرسول بقوله: "ما يؤسف لدرجة الحزن والأسي، عدم وجود كتاب واحد عن التاريخ
الإسلامي اعتمد كتاب الله كمصدر، سواء ألفه مسلم أو غير مسلم، لأنه حتي
عند من لا يؤمن بأن القرآن كتاب إلهي، فلا ينفي كونه الكتاب العربي الوحيد
الذي كتب في عصر ميلاد الإسلام، ولم يعترض معاصروه علي ما سجله من أحداث،
فقريش وغيرها ممن لم يؤمنوا ، اعترضوا علي ما يدعو إليه القرآن من إيمان
بالبعث ورسالة محمد صلي الله عليه وسلم، لكنهم لم يعترضوا أبدا علي ما
يتناوله القرآن من أحداث حدثت عند نزول السور، وهو ما يجعل القرآن الكريم
المصدر الوحيد الموثق والموثوق فيه لتلك الفترة، أما كل كتب السير والتاريخ
التي وصلتنا، فقد اعتمدت قصصا شفوية من مصادر يهودية ومسيحية ومجوسية
وقرشية ووثنية لكتابة تاريخ الإسلام، وهي ثقافات أهل بلاد جزيرة العرب
والشام والعراق وفارس وما حولها في زمن الفتوح".


لكن ما الذي جعل "ابن قرناس" يشكك في كتب السيرة النبوية التي اجتهد أصحابها في سرد أحداث ووقائع حياة الرسول صلي الله عليه وسلم؟


وإجابة السؤال الذي لابد أنه تبادر إلي ذهنك تأتي في عدة أسباب فصلها ابن قرناس في كتابه علي النحو التالي:


أولا: الأمية والفتوح...فيما أن العرب أمة لا تقرأ ولا تعتمد التوثيق
الكتابي لتسجيل الأحداث، فقد حرمنا من التعرف علي تفاصيل الأحداث اليومية
المصاحبة لدعوة الرسول، ولو استقرت الأوضاع السياسية بعد وفاة الرسول،
فسيتناقل الناس قصص الأحداث التي وقعت في زمنه عن طريق المشافهة، كما اعتاد
العرب، ومتي انتشرت الكتابة فستوثق تلك القصص بشكلها الأخير الذي أصبحت
عليه قبيل التدوين، ومن الطبيعي أنه كلما تم توثيق هذه القصص في وقت مبكر،
كلما قلت نسبة التشويه والاختلاف الناتجة عن النقل الشفوي، ولو كان حدث هذا
بالفعل، لوصلنا تاريخ مختلف عن التاريخ الذي بين أيدينا عن الأحداث التي
صاحبت دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم.


ثانيا: السياسة السائدة....فقد استمر التاريخ الإسلامي يكتب بقلم الأمويين
الذين لا يقرون للإسلام بالتبعية، إلا بمقدار ما يخضع لهم رقاب الناس،
ولما انقلب عليهم أبناء عمهم العباسيون أعادوا كتابة التاريخ الذي كتبه
الأمويون، ليس من أجل كتابته بدقة، ولكن لكتابته بطريقة تتوافق مع سياستهم،
وتطمس كل ما كتبه الأمويون، وما يمجد وجودهم، وإن اتفقوا علي مسخ التاريخ.
وربما لهذا لم تصلنا كتابات أقدم مدوني السير المستقلين، مثل عروة بن
الزبير، وأبان بن عثمان بن عفان، وشرحبيل بن سعد، وهي الكتابات التي قد
تكون أقرب للحقيقة مما كتبه الآخرون، لتظل أشهر كتب السيرة التي بين أيدينا
هي كتب المغازي والسير التي كتبها الواقدي الذي توفي عام 207 هجرية،
والبلاذري الذي توفي عام 279 هجرية، والطبري الذي مات عام 310 هجرية، وسيرة
ابن هشام الذي مات في 218 هجرية، وهو عبارة عن كتاب معدل ومنسق لكتاب سبقه
لابن اسحاق الذي توفي عام 151 هجرية.


رابعا: الإسرائيليات...وهي قصص مختلقة يحكيها رجال الدين اليهود للعامة،
كتشريعات دينية لم يأمر بها الله، ولأحداث ووقائع تاريخية خيالية لم تحدث،
ولأن هذه القصص أسرع وسيلة لتحول الناس عن الدين إلي تشريعات بشرية، فقد
نزلت الآيات القرآنية علي الرسول منذ وطأت قدماه يثرب التي كانت أرض بني
إسرائيل تفضح ممارساتهم "ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم
تعلمون".


لم يكتف القرآن بذلك بل بين للمسلمين أساليب أصحاب الإسرائيليات: "فويل
للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا
قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون".


والسبب في التحذير من صناع الإسرائيليات أن بني إسرائيل حرصوا منذ ظهور
الإسلام في يثرب علي غواية المسلمين ونشر قصصهم بينهم: "ود كثير من أهل
الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين
لهم الحق"، فجاء تحذير القرآن للمسلمين بعدم الإصغاء لهذه القصص أو
تناقلها، لأن نشرها وتصديقها يكون علي حساب نصوص الدين القويم وتشريعاته.


لكن يبدو أن تحذيرات القرآن ضاعت أدراج الرياح بعد عصر الرسول صلي الله
عليه وسلم، وتكاثر أعداد من أعلنوا إسلامهم من اليهود والمسيحيين، لغرض في
نفس يعقوب، وأصبح رءوس الكفر والفتنة من نسل قوم موسي، أمثال كعب وابن سلام
وابن جريج والداري والقرظي ووهب، أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون، فهم أول من
غرس بذور الفقه والحديث والتفسير وكل علوم الدين، وهم من أخذنا منهم قصص
تاريخ الإسلام، وسيرة رسول الإسلام صلي الله عليه وسلم، بعدما حوروه
ليتواءم مع ما يريدون غرسه عن الإسلام.


كل هذه الأسباب جعلت "ابن قرناس" لا يطمئن لكتب الرواة في تاريخ الرسول،
مما جعله يلجأ إلي القرآن وحده، يأخذ منه مصدرا لكتابة تاريخ الرسول الأعظم
صلي الله عليه وسلم، وهو مصدر لابد أن يطمئن المسلمون إليه، فهو كتابنا
الأعظم الذي تعهد الله سبحانه وتعالي بحفظه، فلا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه.


إننا أمام عمل بحثي فذ، أنفق صاحبه سنوات طويلة من عمره ليكتب تاريخ
الرسول صلي الله عليه وسلم من جديد، وهو تاريخ يتخلص من كثير مما رسخ في
عقولنا، وليس معني عرضنا لهذا العمل البحثي الجاد، أننا نقول إنه هو الحديث
الفصل، ولكن رأينا أن نفتح باب النقاش حوله.


لا نقصد النقاش المتشنج الذي يفتقد العقل والحكمة، ولكن النقاش العلمي
الجاد والمحترم، فنحن نفتح بابا جديدا لكتابة التاريخ الإسلامي، ينصف
الرسول صلي الله عليه وسلم، وينفي عنه كثيرا من الضلالات التي ألحقت به في
بعض كتب السيرة التي نتداولها، وأعتقد أن هذا هدف يسعي له المسلمون جميعا،
وكل ما أرجوه أن تتسع قلوبكم قبل عقولكم لما
الرسول لم يولد في عام الفيل.. ولا يعرف أحد متي ولد؟

يؤكد ابن قرناس أن من كتبوا التاريخ الإسلامي قالوا إن الرسول محمد صلي
الله عليه وسلم ولد عام الفيل، لأنه الحدث الوحيد الذي وقع في مكة قبل
الرسول، وسجله القرآن، واختلقوا لميلاده وحياته في صغره قصصا خيالية لم
تحدث.


والواقع أن محمدا صلي الله عليه وسلم مثل غيره من رجال قريش، لا يعرف أحد
متي ولد؟، لأن قريشا لا تؤرخ أحداثها، بل يتحدثون بالحدث إذا وقع، وإذا مات
الجيل الذي عايش الحدث مات الحدث معهم ونسيه الناس، لذا لا نعرف متي ولد
أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ولا نعرف أيضا متي ولد أبو جهل أو أبو طالب،
أو غيرهم من رجالات قريش، ولو كانت قريش تعني بتسجيل تاريخ الميلاد، لعرفت
متي ولد سادتها وكبرائها، الذين تفخر بهم.


ويجزم ابن قرناس أنه لم يصاحب ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم أي مظاهر
غير عادية منه كطفل، أو من الطبيعة حوله، ولم تشعر أمه بأي شعور غير طبيعي
أثناء الولادة، والشيء المؤكد الوحيد أنه سرعان ما أصبح يتيما:"ألم يجدك
يتيما فآوي".


ومع ذلك فهناك أسئلة كثيرة منها:هل مات والده وهو في سن الرضاعة؟ أم أن
والدته بقيت لفترة بعد ذلك؟ أو أنها ماتت وبقي أبوه لفترة؟ لا يدري أحد عن
ذلك شيئا، لكن الثابت من القرآن فقط وما نعرفه منه أن الرسول صلي الله عليه
وسلم كان يتيما ووجد من يؤويه ويعتني به، كما تنص الآية الكريمة من سورة
الضحي.
لم يعرف أنه سيكون رسولا قبل الوحي.. لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة

يدخل ابن قرناس ببحثه في منطقة يعتبرها الكثيرون من كتاب السيرة أنها كانت
غامضة في حياة الرسول- صلي الله عليه وسلم-، فلم يتحدثوا فيها إلا بإشارات
قليلة، وهي حياته قبل أن يوحي إليه ويصبح نبيا مرسلا من عند الله سبحانه
وتعالي.


يقول: لم يعرف محمد -صلي الله عليه وسلم- في أي فترة من فترات نموه أنه
سيصبح رسولا لله، لا بطريقة مباشرة ولا بتلميحات، كما أنه لم يحمل أي إشارة
تدل علي أنه سيكون له شأن ديني، أو سيكون نبيا:"وما كنت ترجو أن يلقي إليك
الكتاب إلا رحمة من ربك، فلا تكونن ظهيرا للكافرين"، ولم يعرف غيره أو
يلاحظوا أية علامة أو إشارة لنبوته علي الإطلاق:"قل لو شاء الله ما تلوته
عليكم ولا أدراكم به، فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون".


وقد عاش الرسول -صلي الله عليه وسلم- بداية حياته مثل قومه، لا يعرف دين
الحق:"ووجدك ضالا فهدي"، وبقي واحدا منهم حتي بعث، فنزلت الآيات تخبره بما
يجب عليه تركه من الموروث:"يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك
فطهر، والرجز فاهجر"، لكنه كان يتمتع بأخلاق عالية، ولم يعرف عنه -صلي الله
عليه وسلم- لا السفاهة ولا الإسفاف: "وإنك لعلي خلق عظيم".. ويشير ابن
قرناس إلي أنه لو كان الرسول- صلي الله عليه وسلم اقترف أي أفعال تتنافي مع
ما دعا القرآن لاجتنابه فيما بعد، لذكرته قريش بأنه ينهاهم عن خلق كان
يأتي مثله، وهذا لم يحدث، ولم يقل به أي قرشي، فالرسول -صلي الله عليه
وسلم- في صباه وشبابه لم يقرأ أو يبحث عن الأديان:"وكذلك أوحينا إليك روحا
من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من
نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلي صراط مستقيم"، ولم يطلع ولو عن طريق
المصادفة علي أي دين من الأديان السابقة، لا قراءة ولا كتابة :"وما كنت
تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون".


لقد كانت قريش تعرف الرسول -صلي الله عليه وسلم- حق المعرفة، ولم يكن
غريبا بينهم، بل رجل سوي من أواسطهم دون تمييز ودون عيوب مخلة:"أفلم يدبروا
القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين، أم لم يعرفوا رسولهم فهم له
منكرون"، أما كل ما طرأ علي الرسول -صلي الله عليه وسلم- بعد البعثة فهو
أنه أصبح أول المسلمين:"قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين، وأمرت
لأن أكون أول المسلمين، قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم، قل الله
أعبد مخلصا له ديني".


لم يتحول الرسول -صلي الله عليه وسلم- بعد البعثة إلي رجل خارق، يشفي
المرض بلمسة من يده، أو ساحر يحول الماء إلي لبن، ولم يخاطب الجن والجماد
أو يخاطبوه، ولم يكن شاعرا أو فيلسوفا ولا حكيما ولا عالما بالغيب، ولكنه
بقي مجرد إنسان عادي بالمواصفات البشرية:"قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا
رسولا".، وهو في التقدير القرآني كما يري ابن قرناس رسول من الرسل لا أكثر
من أحدهم ولا أقل:"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو
قتل انقلبتم علي أعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي
الله الشاكرين".


لم يكن الرسول -صلي الله عليه وسلم -من كبراء قريش أو ذا سلطة فيهم ولا
مال:"وقالوا لولا نزل هذا القرآن علي رجل من القريتين عظيم"، وكان مكلفا
بكل أوامر الدين ونواهيه مثل أي إنسان آخر دون تمييز:"قل إني أمرت أن أعبد
الله مخلصا له الدين، وأمرت لأن أكون أول المسلمين، قل إني أخاف إن عصيت
ربي عذاب يوم عظيم"، وأنه سيموت ويحاسب كما يموتون ويحاسبون:"إنك ميت وإنهم
ميتون، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون".


لقد اجتهد المفسرون في إثبات أوصاف الرسول صلي الله عليه وسلم الجسدية
والخلقية من خلال روايات بشرية عديدة، لكن ابن قرناس استند إلي القرآن
للوصول إلي صفات الرسول.


فقد كان رقيق الإحساس يشعر بالحزن العميق والأسي علي قريش إشفاقا عليهم
لتماديهم في الكفر:"ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون"، وكان يتحرج
أحيانا قبل قراءة بعض الآيات التي تهاجم قريش كأنه لا يستطيع أن يكتم ما
أنزل إليه:"كتاب أنزل إليك، فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكري
للمؤمنين".


ورغم أن قريشا كانت تؤذيه نفسيا ومعنويا، وكانت الدعوة في مكه عبارة عن
معاناة مستمرة للرسول -صلي الله عليه وسلم-، نتيجة لما يواجهه من قريش من
سخرية وتكذيب وكل أنواع الأذي النفسي، وكإنسان في اللحظات الحالكة، ومع
تدني المعنويات، كان يشعر بالحزن العميق من موقفهم المعاند وما يتلقاه منهم
من أذي:"ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون".. وفي مواقف كثيرة كان
الرسول صلي الله عليه وسلم يتمني، لو أعطاه الله معجزة حتي تؤمن به
قريش:"وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم
ما لك من الله من ولي ولا واق، ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا
وذرية، وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله، لكل أجل كتاب، يمحو
الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم، أو
نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب".


ويخلص ابن قرناس من كل ذلك إلي أن الرسول -صلي الله عليه وسلم- بقي إنسانا
عاديا، يعتريه ما يعتري غيره، بعدما أصبح رسول الله.
مات في الخمسينات من عمره.. وفي الغالب تم تكليفه بالرسالة في العشرينات
وكما لا يعرف أحد تاريخا لميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم، فإن كتب
الأخبار والسير لم تتفق علي يوم وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم، بل إنها
أعطت تواريخ متباينة، وإن كان أكثرها ترديدا بين الناس، يوم الاثنين 12 من
ربيع الأول للعام الحادي عشر للهجرة.


يقتحم ابن قرناس هذه المساحة أيضا ويقول: هذا القول ليس يقينا، ولم
يعتمدوه من مصادر موثوقة أو مكتوبة أو حتي شفهية، ولكنهم قالوا به ليتوافق
مع ما زعموه، من أنه ولد يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين وهاجر يوم الاثنين
ومات يوم الاثنين، كأنهم أرادوا أن يجعلوا من يوم الاثنين يوما مقدسا.


المفاجأة أنه بحسبة تاريخية فإن يوم 12 من ربيع الأول للعام الهجري الحادي
عشر، كان يوم الأحد، وليس الاثنين، وذلك بناء علي طريقة حساب التاريخ
الهجري، ويدعمه أيضا أن كتب الأخبار تقول إن الرسول صلي الله عليه وسلم قد
حج حجة الوداع في السنة العاشرة، وكان الوقوف بعرفة يوم الجمعة، ولو كان
صحيحا فسيكون يوم السبت هو الثاني عشر من ربيع الأول للعام الحادي عشر.


ويستكمل ابن قرناس رؤيته يقول: لقد قال الإخباريون إن الرسول صلي الله
عليه وسلم ولد عام الفيل، ليس لأنهم يملكون دليلا علي ذلك، ولكن ليتوافق مع
زعمهم أنه بعث عندما كان عمره أربعين عاما، وأن حادثة الفيل كانت في السنة
التي ولد فيها، وأن عمر الرسول 63 سنة، بناء علي افتراضهم أنه ولد في عام
الفيل.. ويبدو أن من قالوا ذلك استوحوا زعمهم بأنه بعث وهو ابن أربعين
عاما، من قوله تعالي:"ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا، حملته أمه كرها
ووضعته كرها، وحماله وفصاله ثلاثون شهرا، حتي إذا بلغ أشده وبلغ أربعين
سنة، قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلي والدي، وأن أعمل
صالحا ترضاه، وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين".. ورغم أنه
لا علاقة للآية بعمر الرسول صلي الله عليه وسلم عندما بعث، فمن الصعب كما
يقول ابن قرناس أن يكون الرسول صلي الله عليه وسلم قد بلغ الأربعين عندما
بعث، لأن ابن الأربعين رجل في منتصف العمر، بدأ يخبو فيه الحماس والإصرار
المطلوب للقيام بعمل جبار، مثل مواصلة الدعوة في جو عدائي، يتطلب الصبر علي
الأذي بدرجات تفوق تحمل الإنسان العادي.. وهناك في كتاب الله ما يدل علي
أن إبراهيم عليه السلام، وهو الجد الأعلي للرسول صلي الله عليه وسلم، قد
أصبح رسولا لله وحاج قومه في وثنيتهم وهو فتي في مقتبل العمر:"قالوا من فعل
هذا بآلهتنا، إنه لمن الظالمين، قالوا سمعنا فتي يذكرهم يقال له إبراهيم،
قالوا فأتوا به علي أعين الناس لعلهم يشهدون، قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا
يا إبراهيم".


كما أن عمر موسي عليه السلام كان في أواسط العشرينات عندما أرسل لفرعون،
والمرجح أن يكون رسول الله صلي الله عليه وسلم، قد بعث وهو في العشرينات
وتوفي وهو في الخمسينات من عمره، كما أن بقاءه يدعو في مكة لمدة 13 عاما
مشكوك في صحته.
لم يتزوج إلا أربع نساء فقط في حياته.. واحدة في مكة.. وثلاثاً في المدينة
يحلو لمن يريد أن يطعن في سيرة الرسول -صلي الله عليه وسلم- بأنه تزوج من
تسع نساء، ولا يأتي هؤلاء بشيء من عندهم، فهو أمر ثابت في كتب الرواة، لكن
ابن قرناس في كتبه "أحسن القصص"، يذهب إلي حقائق أخري تماما.


يقول: إذا أخذنا معني كلمة أهلك في القرآن الكريم بأنها زوجك، فإن الرسول
حتي غزوة أحد كان متزوجا بزوجة واحدة فقط: "وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين
مقاعد للقتال والله سميع عليم".


لكن الرسول تزوج بغير هذه الزوجة بعد ذلك، ففي سورة الأحزاب أنه تزوج
بمطلقة مولاه زيد الذي طلقها لاستحالة العشرة بينهما، برغم محاولة الرسول
الصلح بينهما، ولم يكن الرسول ليتقدم لخطبتها لأن زيدا هذا كان ابنا
بالتبني للرسول، فنزلت الآيات في السورة تشرع تحريم إلحاق الولد المتبني
بنسب الأب بالتبني، وتبيح زواج مطلقة ابن التبني، خلافا لما كان يحدث قبل
الإسلام، لأن الأب بالتبني ليس هو بالفعل الأب البيولوجي، وبالتالي فلا
تحرم عليه مطلقة ابنه المتبني.


ومن الثابت قرآنيا أن الرسول -صلي الله عليه وسلم- كان في الفترة التي تلت
غزوة الأحزاب، متزوجا من المرأة التي تزوج بها قبل غزوة أحد، ومطلقة زيد
ابنه بالتبني، ومعهما زوجة أخري علي الأقل، لأن القرآن يؤكد أنه كان لديه
جمع من الأزواج: "النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو
الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين، إلا أن
تفعلوا إلي أوليائكم معروفا، كان ذلك في الكتاب مسطورا".


ويقول تعالي في نفس السورة: "يأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة
الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا، وإن كنتن تردن الله
ورسوله والدار الآخرة، فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما، يا نساء
النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب وكان ذلك علي الله
يسيرا"، وتكرار الآيات بهذه الطريقة يؤكد أنه كان للرسول -صلي الله عليه
وسلم- جمع من الزوجات، دون تحديد العدد.


وسورة الأحزاب تذكر الرسول أنه قد أحل له فيما سبق، الزواج بمن يشاء من
اللاتي يحل له الزواج بهن: "يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي
آتيت أجورهن، وما ملكت يمينك، مما أفاء الله عليك، وبنات عمك وبنات عماتك،
وبنات خالك وبنات خالاتك، اللاتي هاجرن معك، وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها
للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين، قد علمنا ما
فرضنا عليهم في أزواجهم، وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج، وكان الله
غفورا رحيما".


وبعد تذكيره بما أحل الله له في السابق الزواج به، تفرض عليه السورة
تشريعا جديدا، يحد من ذلك السماح: "لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل
بهن من أزواج، ولو أعجبك حسنهن، إلا ما ملكت يمينك، وكان الله علي كل شيء
رقيبا"، فالآية تحرم علي الرسول زيادة عدد نسائه، بالزواج من أخريات، ولا
تجيز له طلاق زوجاته والتزوج ببديل لهن.


فإذا كان للرسول جمع من الأزواج، وكانت كل زوجة تعيش في بيت -غرفة-
منفردة، وبالتالي فإن جمعا من البيوت، كما نتبين من قوله تعالي: يأيها
الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلي طعام غير ناظرين
إناه، ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث، إن
ذلكم كان يؤذي النبي، فيستحي منكم، والله لا يستحيي من الحق، وإذا سألتموهن
متاعا فاسألوهن من وراء حجاب، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن، وما كان لكم أن
تؤذوا رسول الله، ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا، إن ذلكم كان عند الله
عظيما".


أما عن أزواج الرسول فعند نزول سورة الأحزاب، منهن من توفي عنهن، وهن من
جمعهن في وقت واحد، وهن كل النساء اللاتي تزوج بهن بعد الهجرة، فكم كان عدد
أزواجه عند نزول سورة الأحزاب.


وقبل سورة الأحزاب مباشرة، فقد نزلت سورة التحريم، التي تبدأ بقوله
تعالي:"يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك، والله
غفور رحيم، قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم، والله مولاكم وهو العليم الحكيم،
وإذ أسر النبي إلي بعض أزواجه حديثا، فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف
بعضه وأعرض عن بعض، فلما نبأها به قالت من أنباك هذا، قال نبأني العليم
الخبير، إن تتوبا إلي الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو
مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير، عسي ربه إن طلقكن أن
يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات
وأبكارا".


والآيات تخبرنا أن الرسول -صلي الله عليه وسلم- أسر لإحدي زوجاته شيئا
فأخبرت به بقية الأزواج، فجئن يسألنه عن حقيقة ما وصل لأسماعهن، ويطالبن
بتفسير، فاعترف ببعضه وأعرض عن بعضه الآخر، ثم ذهب إلي زوجته التي أسر
إليها الخبر، وعاتبها علي نشره، وعندما سألته عمن أخبره، قال لها إن الله
هو من أنبأه بذلك، ليس ادعاء بأن وحيا أخبره، ولكنه استعارة تعني أنه علم
بتوفيق من الله، وهو أسلوب من المعتاد استخدامه، يقال: كيف اهتديت لهذا
البيت؟ فتجيب: هداني الله إليه.


وكان من نتيجة هذا أن حلف الرسول ألا يفعل شيئا مباحا له فعله في العادة،
فنزلت الآيات تقول له لا يجوز له أن يحرم ما أحل له لكسب رضا أزواجه، وأن
عليه أن يتحلل من قسمه بكفارة اليمين:"يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله
لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم، قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم
والله مولاكم وهو العليم الحكيم".


ويقول ابن قرناس في دراسته: ولو أخذنا بعين الاعتبار أن الحدث الذي تتكلم
عنه سورة التحريم، علمت به كل زوجات الرسول، فعددهن سيكون كما يلي: الزوجة
التي أسر الرسول لها بالخبر، إضافة لبقية زوجاته.


وعدد الزوجات الباقيات هو اثنتان، كما هو مذكور في قوله تعالي: "إن تتوبا
إلي الله فقد صغت قلوبكما، وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح
المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير"، ويكون المجموع بذلك ثلاث زوجات فقط في
المدينة، واحدة نعرف أنه كان متزوجا بها عندما وقعت غزوة أحد، وهي بالتأكيد
أم المؤمنين السيدة عائشة، والثانية مطلقة زيد، أما الثالثة فلا نعلم متي
تزوجها، ولم يذكر اسمها في القرآن، ولا ما يعين علي التعرف عليها.


وبذلك يكون الرسول صلي الله عليه وسلم قد تزوج بأربع نساء علي أكثر تقدير
طوال حياته، واحدة في مكه، هي السيدة خديجة التي توفيت قبل الهجرة، وجمع
ثلاث زوجات في وقت واحد، وتوفي عنهن في المدينة، وما يؤكد ذلك هو أن مسجد
رسول الله صلي الله عليه وسلم عند بنائه في بداية الهجرة، كان ملحقا به
حجرة واحدة، كبيت له عليه، وكان ذلك قبل زواجه في المدينة بأي امرأة، ثم
زيد عدد الحجرات إلي أربع حجرات في آخر حياته، مما يعني أنه كان يتم بناء
حجرة لكل زوجة يتزوجها الرسول، لتكون بيتا لها، ولما توفي الرسول كانت هناك
حجرة لكل زوجة من الزوجات الثلاث، وحجرة رابعة له عليه الصلاة والسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسة هامة جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شارك في أول دراسة عن الإنترنت وثورة 25 يناير
» مشكلة هامة
» دراسة: تثبت اضرار الجنز وخاصة للنســاء
» دراسة: الفيسبوك قد يقود لمشاكل نفسية للمراهقين
» دراسة نقدية للسخرية والهجاء فى رواية مزرعة الحيوانات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى كلية تربية المنصورة  :: المنتدي الاسلامي-
انتقل الى: