خلال الأعوام الماضية ظهر تخصص جديد فى الطب تبنى طرق العلاج باستخدام الطب الحيوى هذه المدرسة الجديدة
أدركت الفوائد العلاجية العديدة لكثير من الأمراض عن طريق الصيام، منها ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد والكلى والسكر والأمراض الجلدية.
وعن فكرة التداوى بالصيام تقول الدكتورة سحر العقبى، أستاذ علوم الأطعمة بالمركز القومى للبحوث: "تعتمد الفكرة
على خاصية كيميائية تحدث للجسم أثناء الصيام يطلق عليها "التآكل الذاتى"، فعندما يصاب الإنسان بالمرض يحدث له
انخفاض فى معدل العمليات الحيوية، وينخفض أيضا نشاط الغدد وتقل كفاءة الأعضاء، فلا يستطيع الجسم التخلص من
السموم والمخلفات الضارة به وقد تترسب فى الأنسجة مسببة التسمم الغذائى".
فعلى سبيل المثال عند ارتفاع ضغط الدم تترسب الدهنيات الضارة بجدران الشرايين والشعيرات الدموية، ويؤدى ذلك الى
إعاقة مسار الدم بها، ولا تقف أجهزة الجسم عاجزة عن التخلص من هذه السموم والمخلفات، ولكنها فقط تحتاج إلى
فرصة أو راحة لتستطيع التخلص منها، وهذه الفرصة يعطيها الفرد لجسمه عن طريق الصيام، فخلال هذه الفترة يبدأ الجسم فى حرق وهضم أنسجة الجسم بحساب وتدبير فيقوم بحرق المواد الضارة التى لا يحتاجها أو الأنسجة المريضة
والتالفة والأقل أهمية لاقتصاد الجسم، مثل الأنسجة السرطانية والخراريج والدهون المتراكمة ويحدث نتيجة لذلك عملية تنقية أو تنظيف للجسم، أما الأعضاء الحيوية فتبقى كما هى.
وتؤكد الدكتورة العقبى أن أطباء العلاج الحيوى لاحظوا وتأكدوا أن فترة الصيام تزيد كفاءة الأعضاء المختصة بتخليص
الجسم من الرواسب والفضلات مثل الرئتين والكليتين والجلد. وتزيد خلاله كمية الفضلات التى تخرج من الجسم، كما أن
الصيام يعطى أيضا راحة أو إجازة لأعضاء الهضم فتصبح بعد انتهاء فترة الصيام أكثر نشاطا وفاعلية فتتحسن عملية الهضم وامتصاص الطعام والاستفادة من عناصره الغذائية.
أيضا ثبت علميا أن الصيام يعمل على تنشيط وظائف الجهاز العصبى ويحسن القوى العضلية، كما أنه يحافظ على
التوازن الكيميائى للهرمونات وفق المعدل الطبيعى. ومن هنا نجد أن الصيام يمثل منفعة صحية للشخص العادى، أما فى
حالة الإصابة بالأمراض فيجب معاودة الطبيب لبيان إمكانية الصوم من عدمه وتعديل مواعيد الأدوية لتناسب الشهر الكريم.