قالت شبكة «بي بي سي» الإخبارية البريطانية في نسختها الإنجليزية علي موقعها علي الإنترنت إنه من الصعب إسكات التساؤلات حول نية الرئيس حسني مبارك الترشح لفترة رئاسية جديدة في وقت يدخل فيه عامه الـ83 أم لها.
وأشارت الشبكة إلي أن حملة دعم جمال مبارك للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ليست عفوية كما يدعي جمال أو الحزب الحاكم. لافتة في الوقت نفسه إلي أن مبارك الأب لديه شكوك في قدرة نجله علي قيادة البلاد.
وأضافت بي بي سي: إن مبارك كان علي مدي ثلاثة عقود أحد أعمدة الشرق الأوسط، ونقطة مركزية يدور حولها كل شيء. ولكن قبل نحو عام من الانتخابات الرئاسية حلت حالة من عدم اليقين مكان الاستقرار في السياسة المصرية.
وتابعت الشبكة إن مبارك يبلغ من العمر 82 عاماً والشائعات حول ضعف حالته الصحية تم نفيها بقوة، ثم أن مبارك بالنسبة لمن بلغوا نفس عمره يؤدي برنامجاً نشيطاً.
وأشارت الشبكة إلي تصاعد الجدل حول مستقبل البلاد، والذي يصل في بعض الأحيان لحد توبيخ أولئك الذين يشيرون إلي أن طاقة الرئيس تخبو. لكن الشبكة قالت إنه من الصعب إسكات التساؤلات حول ما إذا كان مناسباً حقاً أن يتولي رجل سيبلغ عامه الـ 83 في الانتخابات القادمة فترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات.
ووسط هذا الجو المحموم، ظهرت حملة غريبة لترشيح نجل الرئيس، جمال مبارك، لشغل المنصب الأعلي. وظهرت ملصقات جمال جنباً إلي جنب مع ملصقات والده في الأحياء الفقيرة، كما انطلقت عدة حملات علي الإنترنت تسعي لجمع ملايين التوقيعات التي تطالبه بالترشح.
لكن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، الذي يشغل جمال منصباً رفيعاً فيه، يصر علي إنكار مسئوليته أو مسئولية جمال عن تنظيم مثل هذه الحملات. ويصرون علي أن هذه الحملة شعبية وعفوية وأنهم عاجزون عن منعها.
وتابعت الشبكة إن جمال مبارك يلتزم الصمت حيال تلك الحملات فلا يؤيدها، ولا يقوم بأي محاولة لإسكاتها، وهو ما يدفع مراقبي السياسة المصرية إلي الشك في أن كل شيء هو ما يبدو عليه.
لكن الشبكة قالت انه من المؤكد أن الكثير من التناقضات تكتنف هذه الحملات العفوية علي ما يبدو، مشيرة إلي أن جمال مبارك رجل أعمال ذكي يرتدي البدلة، وعمل في الخارج، ويرتبط مع مجموعة من رجال الأعمال والإصلاحيين الذين ضخوا أنفاساً من الرأسمالية في الاقتصاد المصري الراكد.
ومن المعروف أنه نشأ كطفل في القصر الرئاسي، وأخذ زوجته إلي المملكة المتحدة من أجل ولادة طفلهما الأول بدلاً من أن يثق في أحد المستشفيات المصرية في عملية ولادة.
لذا فمن الغريب أن يوجد مقر الحملة الشعبية لتأييد جمال مبارك في واحد من أكثر الأماكن قذارة وفوضي في القاهرة.
الموقف الغامض هو موقف الرئيس مبارك نفسه. ولفتت الشبكة إلي أن مبارك قال قبل عدة سنوات إنه سيحكم البلاد طالما تردد النفس في صدره. وتابعت أن مبارك لم يكشف أبداً عن موقفه من ترشيح ابنه جمال.
ويعتقد البعض أن مبارك نفسه لديه شكوكه في قدرة نجله علي تقديم أوراق اعتماده كرئيس. وتساءلت الشبكة «هل هؤلاء الذين يديرون حملات جمال يتحدون الرئيس؟ أم أن هذا هو فقط بالون اختبار؟». ولكن إذا كان هذا هو حقا بداية لمحاولة جادة لطرح ترشيح جمال، فقد عكس ذلك عدم وجود ثقة بالنفس بشكل ملحوظ في الرجل الذي يمكن أن يكون رئيس مصر القادم.