كتبت: بسنت صلاح صديقه لي
"دعيني أدهشك في عيد الحب، وأجرب معك ألف طريقة لقول الكلمة الواحدة نفسها في الحب، دعينى أسلك إليك الطرق المتشعبة الألف، وأعشقك بالعواطف المتناقضة الألف، وأنساك وأذكرك بتطرف النسيان والذاكرة، وأخضع لكِ وأتبرأ منك، بتطرف الحرية والعبودية".. كلمات من رواية "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمى.[IMG]
[/IMG]
وسط مجموعة الظروف الاجتماعية المتغيرة والاقتصادية الصعبة صار ارتداء امرأة ما لزيها كأنثى شئ نادر، وصار ارتفاع أقدامها عن الأرض بضعة سنتيمترات شئ لا يحدث سوى في الأفراح والأماكن الرسمية، وألقت المرأة بعيداً بتائها التأنيثية، بينما أصبح هم الرجل الأكبر متلخصاً في توفير قوته وأسرته، وقراءة جريدته التي احضرها مع البطيخ، أو البرتقال "حسب الموسم" متناسين مناسباتهم الخاصة وتواريخهم الأولى التي جمعتهم معاً، والنزهات الرومانسية والورود الحمراء والشوكولاتة.. الخ.
4 نوفمبر "عيد الحب المصري" يوماً من تلك الأيام التي تحدثنا عنها، لكنه يعانى من "عقدة الخواجة" التي تنص على أن أي اختراع أجنبي أفضل من المحلى، لذا غالباً ما سينسى الناس موعده منتظرين يوم 14 فبراير ليحتفلوا بالعيد العالمي للحب المسمي بإسم القديس فالنتين.
وربما نسوه بسبب الظروف الاقتصادية
التي لا تخفى على احد،
الغريب أن تجاهل العيد المصري والذي كان فكرة الكاتب الراحل "مصطفى أمين" لم يوازيه تجاهل للعيد العالمي، على الرغم من كون عيد الرابع من نوفمبر عام أكثر من العيد الأجنبي، فدعوة مصطفى أمين كانت ليوم الحب "العائلي" فهو عيداً لكل الناس وليس العشاق فحسب.
بمجرد نطق جملة "عيد الحب المصري" ستجد ردود الأفعال وقد تحولت جميعها للضحك ولتذكر المواقف الظريفة، "رنا عبدالعال" ضحكت موجهة الكلام ل خطيبها "اما يبقى يفتكر العالمي أبقى أفكره بالمحلى"، أما "حنان سمير" فقالت، "أنا بستنى أشوف جوزى حيفتكر ولا لاء، افتكر (خير وبركة) نسى بقول لنفسي دي بدعة وكل بدعة ضلالة".
أما "عمر أحمد" محاسب، فيقول، "أما بنسى اى تاريخ لينا سوا بيترد عليا بوش خشب بيخلينى عندى استعداد افتكر اى حاجة حتى لو من منهج الثانوية العامة، وابدأ (أحايل) وأقول انى كنت عاملها مفاجأة"، "ضياء صلاح" طالب يقول ساخراً، "انا مش مرتبط ولا خاطب، بس اعتقد انى لو نسيت حقولها بقلب أسد ايه نسيت هو انا مخى دفتر، الواحد لازم يرجع هيبة سى السيد من جديد".
ولكن الإقبال في مصر على عيد "فالنتين يكون أعلى كما كُتب على موقع "ويكيبيديا" حيث سُجلت حركة بيع الورود في عيد 2006 بما قيمته 6 ملايين جنيه مصري وهو ما يشكل 10% من إجمالي بيع الزهور السنوي.
وعن ردود أفعال شباب العالم الافتراضي "الإنترنت" فتباينت، ولكن أغربهم كان "تويتر" والذي ما إن تبحث فيه عن عيد الحب حتى يأتيك شعور انك في إحدى المولات فغالبية من تذكر اليوم هم أصحاب محلات (اللانجيرى) الحريمي، فقاموا بالإعلان عن بضاعتهم، كما كتب احد الأشخاص على حسابه، "ملابس نسائية رومانسية باللون الأحمر بمناسبة عيد الحب، والأسعار مفاجأة"!!!.
كما كتب البعض اقتراحاتهم لهدايا اليوم السعيد، فنشر الجميع عن أسعار الساعات والبرفانات بالإضافة للمكياج واتفق الجميع على أن الأسعار مفاجأة لمشاركة العشاق يومهم الخاص، بينما راح البقية ينشرون لينكات أحدث الأغنيات، أو يتحسرون على عدم وجود من يشاركهم هذا اليوم.
اما موقع الفيديوهات "يوتيوب" فانحصرت الفيديوهات الناتجة عن البحث على "عيد الحب المصري" في 108 فيديو فقط، منقسمة لنوعان، احدهم ديني يهاجم الاحتفال باليوم، والآخر غنائي حيث ستجد مجموعة متنوعة من الأغنيات المناسبة لهذا اليوم.
وعلى غير المعتاد انحصر نشاط "فيس بوك" في مناسبة واحدة فقط تحت اسم "عيد الحب المصري" أسسها جروب بإسم "الحب المجنون" وانضم لها حوالي 114 شخص، أما إن قمت بالبحث عن كلمة "فالانتين" فستجد أكثر من سبعة ألاف صفحة، وأكثر من 2000 جروب، و243 تطبيق.
أظرف التعليقات كان تعليق من أدمن صفحة "عشها تانى بشكل تانى" حيث كتب، "4 نوفمبر عيد الحب، ادينى فكرتكو، كل واحد بقى يلحق يقول كل سنة وإنتى طيبة، وأوعوا حد ينسى.. سامع حد بيقول يا عم محدش بيحتفل بالعيد ده، عايز اقولك حاجة (البنات مابترحمش ده ولا غيره) لازم تقول انقذ (مصيلحى) وقولها.
يُذكر أن الرابع من نوفمبر يوافق "عيد الحب المصري، عيد النصر في إيطاليا، وعيد العلم في بنما".
اقرأ أيضا:
في الفالنتين.. تعلمي كيف تعودين إليه