فى أول ظهور لوزير الخارجية أحمد أبو الغيط على شاشة التليفزيون منذ
تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك تحدث فى برنامج الحياة اليوم مساء الأربعاء
ما يقارب من ساعتين مع المذيع شريف عامر، ورغم أن الشأن الليبى هو الأهم
بالنسبة لمصر والعالم الا أن هم وزير الخارجية الأكبر كان محاولته
المستميتة اعلان موقفه المؤيد لثورة 25 يناير، بل وايضاً محاولة تجميل
وتبرير مواقفه أثناء فترة الثورة، والدفاع عن الاتهامات الموجهة الي
وزارته، كما حرص على انتقاده للنظام السابق، ويبدو أنه كان هناك اتفاق مسبق
مع القناة بالمرور السريع على الشأن الليبى وأحوال المصريين الحرجة فى
ليبيا، واكتفى البرنامج بتوجيه عدد قليل من الأسئلة عن الشان الليبى وجائت
الاجابات غامضة وضبابية، وكان الوزير يبدو متعجلاً لطرحه الأهم وهو تسويق
وجهة نظره المؤيدة للثورة، ونفى الاتهامات الموجه ضدة كواحد من أهم
الشخصيات التى كانت تدافع النظام السابق والتى ساهمت فى نقل وجهة نظر
النظام السابق الى الخارج فى الأيام بين 25 يناير و11 فبراير يوم تنحى
الرئيس.
وحول عدد المصريين الموجودين فى ليبيا قال أبو الغيط أن عدد المصريين فى
ليبيا غير معلوم، ثم حاول وضع رقم تقريبى يتراوح بين 800 ألف ومليون ونصف
المليون مصرى، وحول وجود أحمد قذاف الدم المبعوث الخاص للعقيد القذافى لمصر
قال أبو الغيط انه يعلم انه كان موجوداً فى مصر، وأضاف انه ربما يكون
موجوداً بها حتى الأن، وأردف انه لم يسأله عن سبب وجوده بمصر، ولم يتطرق
الحوار سواء من جانب أبو الغيط لما تردد عن تجنيد قذاف الدم لبعض أبناء
القبائل فى مصر، أو عدد المصريين فى ليبيا أو الموقف الديبلوماسى المصرى
حول تحريض سيف الاسلام القذافى ضد المصريين الذين اتهمهم ضمن اخرين فى
القيام بعمليات تخريب فى ليبيا، وتحجج أبو الغيط بأن السفير الليبى قدم
استقالته، هذا على الرغم من انه ذكر قبلها بلحظات انه أجرى ويجرى اتصالات
بمسؤولين ليبيين كل يوم ويوقظهم من النوم أحياناً لطلب تسهيل خروج المصريين
من ليبيا.
ورغم أن الوزير كان مختصراً ومتعجلاً فى حواره فى الشأن الليبى الذى
يستغرق أكثر من عدة دقائق، الا انه أسهب كثيراً فى شرح موقفه من الثورة ومن
النظام السابق، ومن أهم ما قاله فى هذا الشأن انه لم يكن ضد ثورة 25
يناير، وقال أن الثورة هى أعظم حدث فى مصر خلال الـ 62 عاماً الاخيرة، وذكر
أن شباب وزارة الخارجية نزلوا الى ميدان التحرير وانه حينما علم بهذا لم
يتخذ ضدهم أى موقف، وأضاف أن مصر تحولت الى الديمقراطية بلا رجعة.
وقال انه عرف أن النظام السابق قد انتهى فعلياً يوم 3 أو 4 فبراير،
ودافع عن الصورة التى كان ينقلها الى الخارج عن الثورة والثوار بانه كان
يرسل للسفارات المصرية ما كان يأتى لوزارة الخارجية من معلومات تصدرها
الجهات الأمنية، وقال أن وزارة الخارجية تدفع الأن ثمن قيامها بواجبها فى
نقل ما كان يصل اليها رسمياً من هذه التقارير والمعلومات الأمنية.
ودافع عن استماتة الخارجية المصرية فى مقاومة الطلبات الأمريكية
المتكررة للرئيس مبارك بضرورة التنحى والاستماع للمطالب الشعبية، حيث قال
انه شعر بالغضب فقط من اصرار الأمريكيين على كلمة (الأن) التى تمثل تدخل فى
شؤون مصر. وأضاف أن الرئيس السابق كان يرى انه يمكن اجراء الاصلاحات
السياسية خلال الشهور القادمة، وتعمد وزير الخارجية ضمن هذا السياق الاشارة
على أن عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية قد أيد نفس رأى
الرئيس السابق حسنى مبارك فى التحول التدريجى نحو الخطوات الديمقراطية.
ومن
المفاجئات التى فجرها وزير الخارجية تأكيده حدوث محاولة فاشلة لاغتيال
نائب الرئيس السابق اللواء عمر سليمان بعد ايام من تعيينه فى منصبه، وهو
الحادث الذى نشرته الصحافة العالمية ونفاه النظام المصرى، وحكى الوزير انه
شاهد بنفسه أثار الرصاص الكثيف على هيكل سيارة عمر سليمان، وحكى أن أحد
المرافقين لعمر سليمان حكى له أن موكب عمر سليمان أطلق عليه رصاص كثيف من
مدافع رشاشة من قبل مجهولين فى سيارة اسعاف فى مصر الجديدة، وقد هربت سيارة
عمر سليمان ولكنها قابلت كمين أخر أطلق النار من خلف مجموعة من الأشجار
على جانب الطريق، وانتهى الأمر بقتل احد حراس عمر سليمان وأصيب أخر باصابات
بليغة وربما يكون قد مات حسب ما ذكره وزير الخارجية.
ووصف أبو الغيط معنويات الرئيس مبارك خلال أيام الثورة قائلاً بانه كان
رابط الجأش، وأضاف انه لا يوجد تواصل مع أحد فى شرم الشيخ، وأكد انه لم
يتحدث مع الرئيس مبارك على الاطلاق بعد تنحيه عن السلطة حيث طلب الرئيس
السابق من الجميع عدم الاتصال به.
وقال انه ملتزم بقرارات النائب العام بطلب تجميد أرصدة الرئيس وعائلته
فى الخارج، وقال لقد تمت ترجمة هذه الطلبات الى لغات الدول المعنية، وخاطبت
الخارجية الدول المعنية بهذا الخصوص.
وقال انه لا يوجد شىء اسمه ثورة
مضادة، وانه لا يكترث بما يكتب ضده حالياً، وأضاف انه خادم للوطن ولا يخدم
نظام بعينه، واذا طلب منه الاستقالة فسوف يستقيل فوراً، وأضاف أن ما ينشر
من تسريبات للبرقيات الديبلوماسية المصرية فى أيام الثورة غير مكتمل ويهدف
الى تشويه صورته، واضاف أن هناك اشخاص وجهات لا يعلمها على وجه التحديد من
مصلحتها تشويه صورته.
ووصف أداء الاعلام الرسمى فى أيام الثورة بانه
اعلام سىء، وأضاف أن هذا الاداء السىء كان سبباً فى نجاح الثورة، وحول صورة
الاعلام المستقبلية، قال ان الاعلام يجب أن يكون له قدر من الاستقلالية عن
الدولة مرشحاً نموذج البى بى سى والتليفزيون الفرنسى كمثال لما يجب أن
يكون عليه التليفزيون المصرى الرسمى، وأضاف انه من الممكن أن تكون هيئة
الاستعلامات تابعة لوزارة الخارجية.
وعن الحزب الوطنى قال أن الحزب الوطنى ليس له مستقبل، وهناك أشخاص جيدين
فى الحزب يمكنهم اعادة بناء الحزب بشكل جديد وباسم جديد، وقال أن ثوار 25
يناير عليهم أن يقيموا حزب سياسى والا ضاعت الثورة.
وحول تراجع الدور
المصرى فى أفريقيا، دافع أبو الغيط عن ذلك فقال أنه حينما تسلم وزارة
الخارجية كانت ميزانية الوزارة للانفاق الخارجى فى 52 دولة هى 13 مليون
دولار فقط، بينما الصين تنفق 10 مليار دولار خلال 3 سنوات فى أفريقيا.
وحول
المطلوب من الخارجية خلال المرحلة القادة، قال أبو الغيط أن تحسين
العلاقات مع الدول العربية ياتى على قمة أولوياته، وقال أنه مع استمرار
تحسين العلاقات مع قطر وسوريا، وعن ايران قال انه اذا حسنت ايران أدائها فى
المنطقة ولم تهاجم دول عربية مثل الامارات والبحرين سننفتح عليها.
وأكد على وجود فشل فى الادارة المصرية قبل 25 يناير، وأضاف أن تصرفات
الشرطة المصرية استفزت الجميع، وقال: "لقد عانيت شخصياً من التعامل مع رجال
الشرطة حينما كنت أنزل بسيارتى كمواطن عادى بدون حراسة الى الشارع، وقد
وقفت بنفسى مع اللجان الشعبية فى الشارع لأحرس منزلى أثناء الثورة".