يوميات رجل ينتظر

؛؛1؛؛
فتحت جريدتي لعدة أيام
وبدأت قهوتي تحتسيني
رشفة تلو أخرى
جلست في المقهى
أنتظر طيفها
لعلها تزورني
ولو من بعيد..

هي لم تخبرني أننا سنلتقي
ولا حتى رسائل اللوح المحفوظ
أما أنا
فانتظرتها
هكذا أمرني كل جزء من جسدي..
استأذنت جريدتي
ثم قهوتي
لأفكر فيها
فانسلخت من أحشاءِ وجداني
تمزقت أضلاعي أشلاء
فاضت أنهاري
هاجت بحاري
فقد لأنني
قررت ن فكر فيها..
قررت أن أنساها
وجلست أفكر في نفسي
هل انا مازلتُ
أم تحتار فًي ملكوت السماء

لم تشر إلي يوم التقينا
لم تنسكب من كرسيها
نحو مقعدي
يوم لمحتني
لكنني أفكر في زيارتها
يوما ما
يوما ما ستأتي
طردتني نفسي من ذاتها
وألقت عني عباءتها
وأعرتني
فقط لأنني
قررت أن أفكر فيها..

قررت أن أنساها
وجلست أفكر في الحياة
هي الحياة تمارس طقوسها
عندما تأتين
هي الحياة ترقص فرحا
عندما تأتين
هي الحياة تحيا
عندما تأتين
فخذيني والحياة تحت إبطك
عندما تأتين..
صفعتي أحلامي
بصقتني أمنياتي
وغلت المياهُ في عروقي
فقد لأنني
قررت أن فكر فيها..
أخبرتني قهوتي
أنها ربما لن تأتي
أو أنها تحتسي القهوة
مع غيرك
أو أنها قد لا تأتي
لأنك تنتظرها..
خرجت من المقهى
اعتذرت من الإنتظار
وتركته هناك وحيدًا ينتظرها
ورحلت أفكر
كيف أنتظرها من جديد ؟..
؛؛2؛؛
جلست ـ أتسأل ـ
هل ستزورينني الليلة مولاتي
أم أشرب قهوتي المسائية لوحدي
أنتظر قدومك بعد سنين..
هل أرتب غرفتي
أم أتركها مهمومة مثلي..
هل ألملم بقايا سجائري المقتولة
في زوايا غرفتي
أم أتركها تنتظركِ مثلي..
هل أبدل ملابسي المشاكسة
أم أترك نفسي مبعثرة مثلي..

أتسأل
هل أنظف الكنبة بلهفة
وأتخيل أين ستجلسين بأناقتكِ
أحتار
ترتعد مفاصلي
أهرول من حولك
أتصبب عرقا
هنا مولاتي
لا بل هنا
لا لا
هنا أفضل مولاتي..،
إذن

" تفضلي بالجلوس.."
أتسأل
كيف سترتجف يدي
حين أضعها على كتفك
كيف سترتعد أصابعي
حين أمشط شعرك
كيف سينزلق كوب الشاي
من يدي
حين تلمسينها
كيف سيمحوني التاريخ
حين أقرر أن أتأمل عينيك
حين أسألهما عن عمري الضائع
عن أيامي
عن فجوات التاريخ
والسنين المسروقة..

أتسأل

عن ذالك الذي سيتكئ على جسدِكِ
هل ذاك الفستان الوردي
أم الأسود القاتم..
هل سترشين عطرك الفرنسي
أم أنك ستكتفين برقصة الورود الشرقية..
أتسأل
سنطفئ الشموع معا
آخر الليل مولاتي
أم،
أطفئهما لوحدي بأصابعي المحترقة

بانتظارك
وأطلق تنهيدة طويلة جفت
بانتظارك
وأترك الليل يسهر بصحبة الليل

بانتظارك
وأجادل الإنتظار
كم سنقضي من الوقت
بانتظارك..
لعنت الإنتظار
وانصرفت اطفئ شموعي
أبعثر أشلاء غرفتي
أرمي الورود الصفراء
هنا وهناك
ثم ببطء شديد
أرجع بقايا سجائري المقتولة
إلى زوايا غرفتي
وأسأل
هل أنتظرها من جديد؟..

؛؛3؛؛
خرجت أنتظرها..
أنتظرها
أن تأتي بثياب نومها
صباحا
تجلس فوق السريري
وفي يدها كأس عصير الليمون
أو تذوب
مساءا
قطعة سكر في كوب الشاي..
إنتظرتها
حاملا بيدي باقة ورد
عند أول الطريق
أو تذكرتين
لمسرحية شكسبير
وفي محطة القطار
وعند أمواج البحر
أيضا انتظرتها..
انتظرتها
أن تناديني باسمي
أن تأتي من الخلف
تربتُ على كتفي
وتعتذر لانتظارها طويلا
تغمض عيني بيديها الصغرتين
تسألني عن إسمها
عن كيانها
عن عشقها
ويفوح عطرها بأرجائي
حين تهمس في أذني
أحبك..

اتظرتها
أن تسير في مظاهرة
لمعارضة سياسية غائبة
أن تندد بظلم الشوارع الخاوية
أن تطالب بقتلي
أن تشنق فسادي العاطفي..
كم من قبيلة رحلت
واستوطنت أخرى
وأنا أنتظرها
ملت الشمس الأرض
وهي تدور حولها
وأنا أتظرها..
انتظرتها
أن ترشني عطرا
كعطر الخريف البربري
أو تلفّني شالا حول عنقها
انتظرتها بمرارةٍ

بشوقٍ
بلهفةٍ
بشغف اللقاء
وفجأة
التفتُ نحو الإنتظار
تصافحت معه
وسألته
لما لا نصبح عاشقين؟
أنت تنتظرني
وأنا أنتظرك..

نقلته لكم من ديوان عندي عنوانه كصمت الياسمين.............

طلعت حرب

وفجأة
التفتُ نحو الإنتظار
تصافحت معه
وسألته
لما لا نصبح عاشقين؟
أنت تنتظرني
وأنا أنتظرك..

بجد حلو اوي الكلام أثر فيا جامد
والاحساس عالي

مرسي جدا ياقمر

اسعدني ردك الجميل

تسلمي

» أقوال المشاهير...موضوع ينتظر تفاعلكم
» يوميات غبي في بطن أمه هههههههههههههههههه
» يوميات قلب ..
» برلسكوني: ميلان ينتظر كاكا بذراعين مفتوحين
» ما اجمل ان تبتسم عندما ينتظر الجميع منك ان تبكي....