ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا..
من يهده الله فلا مضل له.. و من يضلل فلا هادي له..
و أشهد أن لا اله الا الله..
و أن محمدا عبده و رسوله..
محمد صلى الله عليه و سلم..
الحبيب
...و عودة مع سيرة الرسول
..
الحقيقة بقالي أكتر من سنة دايخ.. السيرة مادة ثرية جدا جدا... مش عارف ادخلها منين بالظبط..
لدرجة ان انا جبت كل كتب السيرة اللي لقيتها.. و حطيتها قدامي كده آخر ما غلبت.. و حطيت ايدي على خدي..و جالي احساس اني مش هاعرف آخد منها لا حق ولا باطل..
و قلت لازم نحدد الأول احنا عاوزين ندرس السيرة ليه.. عاوزين منها ايه بالظبط عشان نقدر نبدأ فيها صح..
هل احنا عاوزين ندرس تاريخ؟.. التاريخ مهم أكيد.. لكن هل معرفة تفاصيل تفاصيل التفاصيل ضرورة ملحة دلوقت؟.والا محتاجين الخطوط العريضة اللي نقدر نطلع منها بالدروس المستفادة.. اللي نقدر نطلع بيها بمنهاج الرسول
لكل مسلم؟..ايه هو المنهاج ده؟.. المنهاج ده هو معجزة الإسلام..
و هنا نعرف قاعدة مهمة جدا..
كل الرسالات من قبل الإسلام تنتصر بمعجزات خارقة.. طوفان نوح.. سيدنا هود و ريح صرصر عاتية.. سيدنا صالح و الصيحة.. سيدنا موسى و شق البحر..إلا أمة النبي
.. الأمة دي ماعندهاش معجزة خارقة تنصر الدين.. امال عندها ايه؟..عندها مدرسة محمد
.. أبلغ اسم لقيته بصراحة لهذا المنهاج.. اسم يذكرنا بالشيخ كشك رحمه الله..
ايه مدرسة محمد دي؟..
ده منهاج.. اسمه القرآن.. ييجي مجموعة من البشر.. من واقع بعيد عن الإلتزام و التدين.. يقرأوه..يؤمنوا بيه.. يطبقوا مافيه.. يحملوا أمانة هذا الدين.. و يجتهدوا و يخططوا و يعملوا.. فيعلم الله في قلوبهم الصدق... فينصرهم..هو ده مفتاحنا للسيرة..محتاجين نعيش مع الرسول
مربيا.. و مجاهدا. و قائدا...محتاجين نعرف ازاي الصحابةاللي الدين ده قام على أكتافهم اتربوا على يدي الرسول
..عشان كده مش هانخوض كتير في تفاصيل تاريخية.. و لكن هايكون لنا محطات ووقفات تربوية مع الرسول
و الصحابة من حوله..و النهاردة في أول لقاء لينا.. بنتكلم عن المعلم الأول .. الرسول
..و نبدأ بمختصر للأحداث التاريخية من مولد الرسول
الى بعثته..
1-أنه ولد في أشرف بيت من بيوت العرب، فهو من أشرف فروع قريش، وهم بنو هاشم، وقريش أشرف قبيلة في العرب، وأزكاها نسبا وأعلاها مكانة، وقد روي عن العباس رضي الله عنه، عن رسول الله
أنه قال: « إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم، وخير الفريقين، ثم تخير القبائل، فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت، فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا، وخيرهم بيتا».ولمكانة هذا النسب الكريم في قريش لم نجدها فيما طعنت به على النبي
لاتضاح نسبه بينهم، ولقد طعنت فيه بأشياء كثيرة مفتراة إلا هذا الأمر.
2-أنه نشأ يتيما، فقد مات أبوه عبد الله وأمه حامل به لشهرين فحسب، ولما أصبح له من العمر ست سنوات ماتت أمه آمنة فذاق
في صغره مرارة الحرمان من عطف الأبوين وحنانهما، وقد كفله بعد ذلك جده عبد المطلب، ثم توفي ورسول الله
ابن ثمان سنوات، فكفله بعد ذلك عمه أبو طالب حتى نشأ واشتد ساعده، وإلى يتمه أشار القرآن الكريم بقوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضحى:6] .3-أمضى رسول الله
السنوات الأربع الأولى من طفولته في الصحراء في بني سعد، فنشأ قوي البنية، سليم الجسم، فصيح اللسان، جريء الجنان، يحسن ركوب الخيل على صغر سنه قد تفتحت مواهبه على صفاء الصحراء وهدوئها، وإشراق شمسها ونقاوة هوائها.
4-كانت تعرف فيه النجابة من صغره، وتلوح على محياه مخايل الذكاء الذي يحببه إلى كل من رآه، فكان إذا أتى الرسول
وهو غلام جلس على فراش جده، وكان إذا جلس عليه لا يجلس معه على الفراش أحد من أولاده (أعمام الرسول)، فيحاول أعمامه انتزاعه عن الفراش، فيقول لهم عبد المطلب: دعوا ابني، فوالله إن له لشأنا.
5-أنه عليه الصلاة والسلام كان يرعى في أوائل شبابه لأهل مكة أغنامهم بقراريط يأخذها أجرا على ذلك، وقد ثبت عنه
أنه قال: « ما من نبي إلا قد رعى الغنم» قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: « وأنا» وفي رواية أخرى أنه قال: « ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم» فقال له أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ فأجاب: « وأنا رعيتها لأهل مكة على قراريط» ثم لما بلغ من عمره خمسا وعشرين، عمل لخديجة بنت خويلد في التجارة بما لها على أجر تؤديه إليه.
6-لم يشارك عليه الصلاة والسلام أقرانه من شباب مكة في لهوهم ولا عبثهم، وقد عصمه الله من ذلك، فقد استفاض في كتب السيرة أنه سمع وهو في سن الشباب غناء من إحدى دور مكة في حفلة عرس، فأراد أن يشهدها، فألقى الله عليه النوم، فما أيقظه إلا حر الشمس، ولم يشارك قومه في عبادة الأوثان، ولا أكل شيئا مما ذبح لها، ولم يشرب خمرا، ولا لعب قمارا، ولا عرف عنه فحش في القول، أو هُجر [قبحٌ] في الكلام.
}