شهد الحب عضو ماسى
عدد المساهمات : 12221 العمر : 33 المزاج : يارب احفظ مصر الدوله : المهنه : الهوايه : النقاط : 71991
| موضوع: رسالة اعتذار للحبيب صلى الله عليه وسلم الخميس سبتمبر 27, 2012 2:27 am | |
|
سيدي ...
صلى الله عليكم وسلم ...
لطالما مرت بي الليالي، وأنا أتمنى أنا أراك في منامي!.
وأتمنى لقاءك ولقاء الأحبة الكرام!.
فكنت كلما عانيت لفح الهجير؛ في صحراء حياتي؛ تاقت نفسي إلى شربة هنيئة من يديك الكريمتين، فتستحيل فوراً هذه الصحراء إلى حدائق غنَّاء؛ وأشعر وكأنني استظل بسماء ربيعية عليلة النسيم، فلا يضيرني معها هم ولا نصب!.
اعتذار!؟:
ولكن عذراً ...
لأنني سأعلنها اليوم؛ بألم شديد يعتصرني حزناً؛ ووجهي أخبئه بين يدي خجلاً وحياءً؛ بأنني ـ ويا للأسف ـ أعلن انسحابي، من تلك الأماني الكبار!؟.
وهروبي من أحلامي العظام!؟.
وللأسف أيضاً أقرر ـ ويا للعار ـ تأجيل آمالي الغالية!؟.
فلماذا هذا التراجع الغريب؟!.
وأرجو من الله أن يكون هذا القرار مؤقتاً؛ وذلك من أجل وقفة واجبة؛ وأظنها خطوة شجاعة تأتي في وقتها؛ وذلك حتى أراجع نفسي، وأحاسبها قبل أن تُحاسب!.
ولأنني أيها الحبيب، قد بحثت في جعبتي، فوجدتها متواضعة الرصيد، وزهيدة الوزن لا تكفي ثمناً لأمنياتي الغالية، وفقيرة لا تصل إلى اليسير من المهر المطلوب لآمالي العريضة!؟.
مراجعات:
ولما شرعت في عملية المراجعة القاسية لنفسي؛ أسرعت بجدية ـ أحسد عليها ـ وفتحت ملفات رصيدي، وتسائلت: لماذا عجزت أن أراك في منامي؟!.
وتذكرت المقولة الحكيمة: "همك على قدر ما أهمك، وخواطرك من جنس ما أهمك".
فعرفت أنني أنام؛ والخاطر مشغول بما أهمني؛ ووجدت أن ما أهمني لا يخرج عن دائرة الانشغال بالمال والولد؛ و...، و...
فكان الجزاء من جنس العمل!.
فتواضعت أحلامي؛ وعرفت قدر نفسي؛ لعلمي بخواطري؛ التي كشفت سريرتي، وفضحت ما أهمني!.
ثم خطوت خطوة أخرى؛ وتشجعتُ، فتسائلت: هل ـ كل من هم على شاكلتي ـ يحق له أن يتطاول ليتشرف بلقائك؟!.
ففتشت عمن طلب مثلما طلبنا؛ وتشوق إلى ما تشوقنا، وكان رجلاً في تحديد الغاية؛ وكان شجاعاً في الطلب؛ عندما أتته الفرصة، فطمع فيما طمعنا فيه؛ إنه رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه، الذي قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي: سَلْ. فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟. قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ". [رواه مسلم]
فنظرت إلى نفسي؛ فوجدتها تكثر فعلاً؛ ولكن من الملذات، ومن الراحة، ومن النوم؛ فقلت لها: تطلبي الرفقة؛ ولا تدفعي الثمن؟!.
إنهم يتطاولون!:
وبينما أيها الحبيب؛ كنت مشغولاً بهذه المحاسبة النفسية؛ فوجئت بخبرٍ أدمى قلبي؛ فليتني أيها الحبيب أستطيع أن أخفيه عنك، حتى لا يشتد غضبك أيها الكريم علينا؛ فتصرخ في وجوهنا: (سحقاً ... سحقاً) ...
ويصدق علينا ما رواه أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ. قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ سَهْلٍ؟. فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَزِيدُ فِيهَا فَأَقُول:ُ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي. [رواه البخاري]
أيها الحبيب ...
لقد أجرمنا كلنا في حقك؟!.
لقد عجزنا أن نحفظ لك قدرك وقدسية مقامك الشريف؟!.
يا إلهي؛ لقد تطاول البعض ـ أخزاهم الله ـ بالإساءة إلى أشرف من وطئت قدماه الحصى؟!.
يا إلهي؛ ... لقد أساءوا إلى مقامك الشريف سيدي؟!.
يا إلهي؛ ألهذا الحد هُنَّا عليهم، فلم يخفوا تطاولهم؛ بل أعلنوها في أبرز صحفهم، ونشروها على أشهر منتدياتهم؟!.
سيدي أنت من زكاك الحق سبحانه: "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ". [القلم 4]
فغضبتُ، كما غضب معي الملايين، وزمجرتُ، كما زمجر حولي الملايين، وصرختُ، كما صرخ الملايين!.
عفوية ... وعواطف طفولية!:
ولكنني وفي الزحام، واصلتُ المراجعة القاسية، وقلت: أيتها النفس أنظري في نفسك وتفرسي فيمن حولك؛ لتري لِمَ نغضب ونغضب ثم وبنفس القدر نهدأ؟!!!.
ولِمَ نثور ونثور ثم لا نلبث أن نخمد؟!!!.
ولِمَ نصرخ ونصرخ ثم بسرعة ـ لا ينافسنا فيها أحد ـ ننسى!؟.
ولكنهم لا يعيروننا اهتماماً؟!.
ولكنهم لا يأبهون لهذه الغضبة العفوية المؤقتة؟!.
فهل درسوا نفسياتنا العاطفية الطفولية؛ وعرفوا مقدار سقفنا الذي لا نتجاوزه؟!.
وهل وصلت بنا الغثائية، أن نزع المهابة منا، ومن فوراتنا، ومن صرخاتنا، ومن حرائقنا، واطمأنت قلوبهم؛ فناموا آمنين؟!.
ولا ندري ماذا تخبئه لنا الأيام الحبالى بكل ما يزيد في مهانتنا وإذلالنا؟!.
يا إلهي ... لقد تجاوزوا كل الحدود، وتخطوا كل الخطوط الحمراء!!!.
لِمَ يتطاولون!؟:
لقد وضعتُ يدي على بعض الأسباب، أقصد الأسرار التي أوصلتنا لهذه الوضعية!.
لقد احترتُ فيما أفعله مع هؤلاء الأوغاد!.
فعندما تفكرت من هو صاحب الفضل في علمي بهذه الإساءات؟!.
لقد عرفت عن طريق الفضائيات ومن خلال الأجهزة التي صنعوها لنا، ونحن ـ ويا للعار ـ أكثر مستهلك لها؟!.
فهل أشكرهم على هذه التقنيات التي تعبوا في صنعها، واستخدمتها وأنا جالس على الأريكة احتسي القهوة، أم ألعنهم وقلبي يغلي من جراء جريمتهم في حق حبيبي وعظيمي صلى الله عليه وسلم؟؟؟!!!.
ولما نظرت إلى القهوة اللذيذة التي بيدي؛ وجدتني قد جهزتها بفضل أجهزتهم التي ملأوا بها مطابخنا؟!.
فهل أشكرهم أم ألعنهم؟!.
ولما تفرست في الغاضبين؛ وجدتهم قد رفعوا لافتات تلعنهم، وهي نفسها التي صنعوا أقمشتها بدقة وإتقان في مصانعهم؟!.
فهل من الواجب علي الغاضبين الثائرين أن يشكروهم أم يلعنوهم؟!.
وعلى هذا المنوال؛ وجدتنا ـ ويا للكارثة ـ ...
نأكل ما صنعوا!.
ونطعم أطفالنا ألباناً أرسلوها إلينا!.
ونلبس جميعاً ما صنعوا!.
وننام على أسرة مريحة استوردناها منهم!.
ونعرف أوقات صلواتنا من خلال ما صنعوا!.
ونركب سياراتهم!.
ونتداوى بأدويتهم!.
بل ـ ويا للجحود ـ نصرخ ونلعنهم في أبواق صنعوها لنا!.
كم نحن جاحدين لفضلهم؟!.
كم نحن عالة هانت على سائقها!.
لقد زاغت في عيوننا منتجاتهم، وفضلناها على منتجات إخواننا وأبناء عمومتنا، بحجة الإتقان؛ وتلك مصيبة أعظم!.
فلِمَ هذه الازدواجية؟!.
ولِمَ هذا الانفصام؟!.
نأكل منهم باليمين، ثم نلعنهم بالشمال؟!.
لقد أصبحنا كمن يستلذ ويستطعم قيء غيره!.
مرحلة القصعة!:
لقد تكاثرت علينا الهموم والبلايا، وبلغنا وبنجاح عظيم؛ مرحلة القصعة؛ وهي الحالة التي حذرتنا منها أيها الحبيب صلى الله عليك وسلم: "يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا. فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟!. قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟!. قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ". [سنن أبي داوود]
إنه السر الكبير؛ حب الدنيا بملذاتها، وبكل ما هو مستورد، وبكل ما هو مريح، حتى ولو على حساب عزتنا، ولو فيه إذلالنا!.
على مفترق الطريق!:
وأنت الآن أيتها النفس؛ على مفترق طريقين؛ وأمامك خياران لا ثالث لهما:
إما أن يسامحك الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ ويرضي بلقائك في رؤياكِ، وتنالي العزة في الدنيا، وتستحقي شرف الشربة الهنيئة من يديه الكريمتين، فقبل أن تشربي، ستنكبين عليها تقبلينها، وتتيه رأسك فخراً بما قدمتميه في حياتك الدنيا، خاصة الدفاع عن شرفه ومقامه القدسي صلى الله عليه وسلم؛ وسيسمع الجميع هذا الترحيب من الحبيب صلى الله عليه وسلم (مرحباً ... إخواني).
وتتذكري بفخر البشرى التي ساقها إليك أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوَانِي.
قَالَ: فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ؟!.
قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي". [رواه الأمام أحمد]
وإما الخيار الآخر؛ وهو هذا الغضب الرهيب، الذي عنوانه (سحقاً... سحقاً).
فهل سنتردد ثانية؟!.
كلا ... يا سيدي فنعاهدك أن نبدأ من الآن في تجديد معنى الدفاع عنكم بأن نعيد قراءة إرثكم العظيم وننشره في حلقات قادمة بعونه تعالى علنا نسعد برضاك عنا وتقبل مقابلتنا. | |
|
BanOota 7adOota عضو سوبر
عدد المساهمات : 294 العمر : 32 المزاج : ابكي ايها القمر ودع الفتاه تشكي واصرخ بعلو صوتك كفا ايتها الاقدار فقلب الانثي ضعيف لايحتمل الاخطار فقد اصبح جريح وصوتي انتهي عبر الزمان الدوله : المهنه : الهوايه : النقاط : 49999
| موضوع: رد: رسالة اعتذار للحبيب صلى الله عليه وسلم الجمعة سبتمبر 28, 2012 9:30 am | |
| فدتك روحي يا رسول الله
جزاكي الله كل خير | |
|
شهد الحب عضو ماسى
عدد المساهمات : 12221 العمر : 33 المزاج : يارب احفظ مصر الدوله : المهنه : الهوايه : النقاط : 71991
| موضوع: رد: رسالة اعتذار للحبيب صلى الله عليه وسلم الجمعة سبتمبر 28, 2012 12:24 pm | |
| جزاكى مثله ان شاء الله نورتى التوبيك ياقمر | |
|