رغم أننا كثيراً ما نهملها، ونضعها خارج إطار عاداتنا وممارساتنا اليومية، إلا أن الرياضة تعتبر من العناصر الأساسية في جميع مراحل حياة الإنسان.
إذ إنها مهمة لكل الفئات فهي مفيدة للشباب والفتيات والحوامل والمرضعات والشيوخ والكهول وكذلك المعوقين.
وللرياضة فوائد كثيرة منها : الحفاظ على الوزن والوقاية من السمنة والوقاية من الإصابة بالسكري، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وتقوية عضلات الجسم والتخفيف من مشاكل أمراض المفاصل والروماتيزم وهشاشة العظام.
كما أن ممارسة الرياضة تحسن الحالة النفسية والمعنوية، حيث إنها تساعد على التخفيف من القلق والاكتئاب والمشاكل النفسية بإحراق الدهون المختزنة بالجسم، من هنا نجد أن الرياضة تعتبر ضمن أساسيات الوقاية من الكثير من الأمراض المزمنة.
وينصح الأطباء في مرحلة الطفولة المبكرة بتدريب الجهاز العصبي لدى الطفل، وذلك بممارسة مجموعة من الرياضات كالتسلق، والوثب والحركات التي تتطلب الرشاقة والتوازن وحركات تكوّر وضع الجسم.
أما في مرحلة النمو فينبغي التركيز على لياقة الجهاز الدوري والتنفسي بداية، وكذلك أنشطة التحمل مثل الجري، والسباحة ... ومع نهاية مرحلة النمو وبداية مرحلة البلوغ لا بد من التركيز على القوى العضلية وأنشطة التحمل العالية.
ويؤكد الأطباء على ممارسة الرياضة بجميع أنواعها في الخلاء حيث الهواء النقي من أكبر الأسباب في تكوين العظام والعضلات تكوينًا صحيحًا، كما ثبت أن السباحة والتجديف هي أحسن أنواع الرياضة، وأن اللعب بالسيف يكسب الإنسان التيقظ وسرعة الحركة في ضبط وإحكام واتزان".وأنشطة التحمل العالية.
وللرياضة فوائد أخرى هامة كإصلاح عيوب الجسم؛ إذ تكسب الجسم المرونة أي قدرة المفاصل على الحركة، كما أن المرونة علامة من علامات جمال الجسم وصحته ورشاقته وشبابه، وتصلح قوام الجسم من عيوب كاستدارة الظهر، أو تجويفه، أو انحناء العمود الفقري.
كما تكسب الجسم الرشاقة أي القدرة على ضبط الجسم أو القدرة على استثارة عضلات معينة بسرعة ودرجة ووقت معين.
وتزيد التمرينات الرياضية من قوة الجسم والقدرة على التحمل، وتزيد التمرينات الرياضية من سرعة الجسم.
بعض الناس تعلل عمد التزامها بممارسة الرياضة لعدم وجود أجهزة رياضية في منزلها أو عدم انضمامها لنداي رياضي ولكن في الحقيقة ليس بالضرورة أن تكون هناك أجهزة لممارسة الرياضة أو أماكن معينة بل يمكن ممارسة أنواع كثيرة من الرياضة دون الحاجة إلى أجهزة او أماكن خاصة مثل : طلوع السلم عدة مرات والجري في المكان والسباحة ونط الحبل والمشي بسرعة وركوب الدراجة.
ويبين الأطباء أن فوائد الرياضة تبدأ في الظهور بعد 6 أسابيع من بدايتها، وتكتمل بعد 6 شهور ويجب الانتظام في ممارسة الرياضة بحيث تكون ثلاث مرات أسبوعيا وبانتظام، وأقل من ذلك ليس له فائدة ويمكن أن تكون أكثر من ذلك أو بصفة يومية على أن تكون من 20 ـ 30 دقيقة، وألا تقل عن ذلك وشرب كمية من الماء لمنع حدوث الجفاف.
الرياضة تساعد في الوقاية من عته الشيخوخة
بينت دراسة جديدة أن التمرينات الرياضية الروتينية حتى لو كانت المشي لمدة 15 دقيقة ثلاث مرات اسبوعيا يمكن أن تساعد في الوقاية من عته الشيخوخة والمشاكل المرتبطة به لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن /65/ عاما.
وبين رئيس فريق البحث اريك لارسن وهو مسؤول بمركز للدراسات الصحية في سياتل أن التمرينات الرياضية قد تساعد كبار السن عن طريق تحسين وظائف المخ بزيادة تدفق الدم إلى مناطق في المخ تستخدم للذاكرة.
وأوضح لارسن أن أبحاثا أجريت في وقت سابق أظهرت أن ضعف تدفق الدم يمكن أن يسبب تلفا في هذه المناطق بالمخ لذلك فان إحدى النظريات هي أن التمرينات الرياضية قد تمنع التلف بل وتساعد على إصلاح هذه المناطق عن طريق زيادة تدفق الدم.
وأضاف لارسن أنه حتى أولئك المسنين الذين يبذلون أقل القليل من المجهود الخفيف مثل المشي لمدة 15 دقيقة ثلاث مرات أسبوعيا يبدو أنهم يحققون استفادة لذا ينصح كبار السن بالتمرينات الرياضية التي تبطئ سرعة حدوث مشاكل التفكير المصاحبة للتقدم في العمر.
ووصفت الدراسة التي أجريت على مدى ست سنوات وشملت 1740 شخصا يبلغ عمرهم 65 عاما أو أكثر والتي نشرت في دورية حوليات الطب الباطني بأنها أكثر دراسة قاطعة إلى الآن بشأن العلاقة بين التمرينات الرياضية وعته الشيخوخة.
وتوصلت الدراسة إلى أن أولئك الذين يمارسون التمرينات الرياضية ثلاث مرات أو أكثر اسبوعيا ينخفض لديهم بنسبة تصل إلى 40 في المئة احتمال الإصابة بعته الشيخوخة مقارنة بالذين يمارسونها بمعدل أقل.