MR..SEMSEM مشرف قسم العجائب والغرائب
عدد المساهمات : 4187 العمر : 35 المزاج : الحمد لله المهنه : النقاط : 61699
| موضوع: معلومات امنية فاسدة الجمعة أغسطس 21, 2009 7:22 am | |
| قبل موجة التفجيرات الاخيرة كانت هناك تسريبات إعلامية وأحيانا تصريحات رسمية عن توقع حدوث عمليات إرهابية وبعد وقوع تلك العمليات صرح مسؤولون رسميون عن معرفتهم بوجود خطط لمزيد من العمليات وهو ما حدث فعلا في الموصل وبابل. يبدو إن لا احد يهتم بمتابعة المعلومات الامنية من الناحية العملية وكل ما يحدث هو التصريح بها لوسائل الاعلام لإبعاد شبهة الغفلة عن المؤسسات والشخصيات الامنية لا اكثر، وكأن الهدف من إستحصال المعلومات عن الجرائم الارهابية المتوقعة هو التصريح بها لوسائل الاعلام وليس لمنع وقوع تلك الجرائم. ما حدث في بغداد خلال الاسبوع الماضي وفي الموصل وبابل هذا الاسبوع لم يكن هفوة أو خرقا بل كان إعلان نهاية الهدنة الصامتة فلا المسؤولين السياسيين ولا الميدانيين المختصين بالملف الامني قرأوا الاحداث بصورة صحيحة وكل ما كان يتم تداوله هو عبارة واحدة "القاعدة إنتهت الى غير رجعة والحرب الاهلية تم تجاوزها" دون أن يعيروا إنتباها الى تجارب دول قريبة منا عجزت بقضها وقضيضها عن إنهاء دور القاعدة ومنها الدولة العظمى الولايات المتحدة الامريكية. وحتى الطائفيين وبقايا النظام السابق الذين شاركوا خلال السنوات الماضية في إذكاء وإدارة دوامة العنف ما زالوا باقين يتحركون في العراق وفي دول المنطقة ويتسللون الى المؤسسات الرسميات عبر بوابات وأنفاق لها مسميات متعددة تساعدهم في إطالة وجودهم من جهة وتمويلهم من جهة أخرى، وإذا ماكانت قوى العنف قد تقلص نشاطها خلال الاشهر الماضية فذلك لعدم وجود إستحقاقات سياسية مهمة مثل الانتخابات النيابية التي بدأ موعدها يقترب وكذلك لإعادة بناء ما تضرر من هياكلها ومستودعاتها ولا يعني ذلك إنكار جهود قوات الامن العراقية بل يعني الاعتراف بحجم العدو الذي يتربص بالعراق ومدى معرفته بالثغرات ونقاط الضعف في الاجهزة العراقية بما مكنه من تنفيذ هجمات منسقة ومتزامنة في أنحاء مختلفة ومتباعدة من العاصمة بغداد بل وتكرار الهجمات في نفس الاماكن خلال يومين متتاليين كما حدث في الكاظمية. لقد حدث تسرع في إعلان النصر لأسباب شخصية وحزبية وانتخابية بينما تشير أرقام أكداس الاسلحة والعتاد التي يتم العثور عليها يوميا في مراكز المدن الى حجم التربص والتخطيط الارهابي الذي يحيط بالعراق ويتسلل إليه ويبدو إن علامات الاستفهام التي وضعها كتاب وساسة عن جاهزية القوات الامنية العراقية ذهبت أدراج الرياح ولم يراجعها أحد بجدية وتم التعامل معها على إنها نوع من الحسد السياسي في مناخ التنافس الانتخابي لا أكثر. لقد توزعت العمليات الارهابية في إطار خارطة طائفية كما صورت ذلك وسائل الاعلام وهو ما يعني إن صناع الفتنة ما زال لديهم أمل، صحيح إن مهمتهم هذه المرة أصبحت أصعب إلا إن ذلك لا ينفي حجم الاذى الذي يمكن أن يلحقوه بالعراقيين كما لا ينفي حقيقة التجربة الحديثة للقوات العراقية في مواجهة الاعمال الارهابية والتي لم يكن للعراق عهد بها من قبل مما يسحب الحجج التي تقال عن الاستعانة بعناصر في الاجهزة السابقة المنحلة ويضع في نفس الوقت عبء الصبر ومزيد من التطوير على عاتق الاجهزة الجديدة وقادتها الميدانيين والسياسيين بشكل يزداد معه العمل وتقل التصريحات الرنانة التي توفر فرصة لمضاعفة حجم الصدمة بعد كل عملية إرهابية تحدث. هناك إستحقاقات سياسية ستدفع جماعات العنف الى إستئناف نشاطها ومنها الانتخابات وتنفيذ الاتفاقية الامنية كما إن منطقة الشرق الاوسط تدخل مرحلة جديد من عض الاصابع تمهيدا لمساومات ومفاوضات وبذلك تكون التفاهمات الدولية والاقليمية السابقة والتي ساهمت في تحسين الامن في العراق قد إنتهت وهو ما يدعو الى مزيد من التواضع والتأني في التصريحات والتعامل بجدية مع المعلومات الامنية للحصول على أكبر منفعة ممكنة منها.
| |
|