الحلقه الأولى
قالت ساره
:
احتضنت يحيى بقوه ونحن عائدين إلى منزلنا وكأني أخاف أن يغيب عن عيني لحظه واحده .... رفضت كل المحاولات أن يحمله أحد بدلاً منى في السياره ... أخاف لو تركته أن يتسلل ويدخل داخل رحمي مره أخرى !! لا أستطيع أن أبعده عن أحضاني لحظه وعندما طلبت الممرضه أن تودعه حجره الأطفال كي أستريح من إرهاق الولاده رفضت بإصرار وكدت أقتلها ..... ورفضت حتى أن ينام في سريره الصغير في المستشفى وأصريت أن ينام بجواري وأفسحت له مكاناً ليكون ملتصقاً بي ..... ألم يكن ينام بجوار قلبي لأيام وشهور ؟! كيف أستطيع فراقه وقلبي أحبه قبل أن تراه عيني ؟! أجمل طفل رأته عيني ..... ولا لأني أمه أقول هذا ؟ أمه ؟! سبحان الله كيف تحولت في شهور قليله من فتاه بريئه تستطيع حشو العالم في جيوبها وتلمع عيونها بالحيويه والاندفاع والجنون إلى أم هادئه عاقله تخشى من نسمه الهواء أن تصيب ولدها ؟ وتوافق بلا تردد أن تموت ولا يخدش إصبع وليدها ؟ سبحان الله ..... لا يمكن أن تتحول الأنثى إلى هذه الدرجه بملء إرادتها بل لابد من غريزه ربانيه تغزو قلبها بعشق هذا الطفل قبل أن تراه كي تقبل كل هذا الألم والإرهاق حتى يشب وليدها رجلاً ..... يالله حتى في عشق المرأه لأطفالها يكون الله ثالثهما !!!
******************
قال عمر
:
والله وبقيت أب يا عم عمر !!!! إيه ده ازاى يعنى ؟ يعنى المفروض أعمل إيه ؟ لا أنا بجد لسه متلخبط وحاسس إني اتاخدت على خوانه يا رجاله ....... يعنى أخرج من البيت لوحدي ونرجع تلاته ؟ بس برضه حاطير من الفرحه وكل ما أبص ليحيى أشوفه ملاك جميل نائم في أحضان أمه التي ترفض أن يحمله غيرها ....وناقص تديهولى على عرض حال دمغه ! بس بجد أنا لو منها وشفت العذاب ده كله لا يمكن أخلى حد يلمسه .... الحمد لله إن الأم هي اللي بتولد مش الأب !!! وكفايه العض والخربشه اللي شفتهم من ساره في الولاده !! والمشكله إني مش عارف أشيله خالص وحاسس إني باشيل قطعه كريستال ستنكسر من أي حركه خاطئه .... والكل يصرخ في : ساره وأمي وحماتي بألف تحذير ( حاسب حاتلوح رقبته – حط ايدك في ظهره – ما تبوسوش جامد – دقنك حاتشوكه !!!! ) حتى قررت أن أتفرج عليه وهو على ذراع أمه ..... يعنى لو سمحت لي !! رغم إن أنا اللي دفعت كل التكاليف في المستشفى وخلافه .... وكمان اكتشفت إن عبارة ( ألف مبروك واللي جاب لك يخلى لك ! ) معناها ادفع يا سيدي من سكات ! سمعتها ألف مره من العمال والممرضات في المستشفى حتى توسلت لهم أن نرجع البيت فوررررررررررررررراً .
****************
قالت ساره
:
آه واضح إن تأثير المسكن حايبدأ يروح وبدأت أشعر بأن 10 فتوات ادوني علقه جامده جداً أو إني مشيت من طنطا لأسوان !!!!! آلام في كل جسمي ولا أريد إلا أن أنام وتركت تحضير الطعام وأمور البيت لأمي وحماتي وأخذت يحيى بجواري وأنا أكاد أتفتت من التعب واستغرقت في النوم في لحظات معدوده ....... إيه ده هو أنا لحقت أنام ؟ ده أنا ما كملتش نصف ساعه ؟ ده صوت قطه ده ولا إيه ؟ ياااااه مين ده ؟! آآآآآآآآه ده يحيى !!!!! إيه يا حبيبي بس الله يهديك بتعيط ليه نفسي أنام ولو ساعتين بجد حاموت من التعب ... يا مااااااااما الحقيني أعمل إيه ؟ وجاءت أمي على صراخي وهى تضحك وتقول : علشان تعرفي الغلب اللي إنتي وريتهولي وإنتي صغيره ! فرددت وأنا أكاد أبكى : طيب يا ماما خديه دلوقتي علشان أنام وإدي له رضعه ... وأنا أول ما أصحى حاعرف كل حاجه على طول !!!!! فرفضت بإصرار وردت على : بلاش دلع قومي رضعي الولد ده ميت من الجوع .
فرددت بتعجب : أرضعه ؟! ازاي ؟ مافيش لبن لسه .. لا لا ماعرفش أتكسف يا ماما .
فردت وهى تكاد تضربني : تتكسفي من إيه يا مجنونه إنتي !! يالا الولد حايموت من الجوع وبعدين هو لما يرضع يا حبيبتي ربنا حايبعت له رزقه وحاييجي اللبن يالا بلاش دلع .
فرددت باستسلام : طيب يا ماما .... من فضلك أخرجي وأنا حارضعه .
فخرجت وتركتني معه وضممته إلي والقمته صدري بأيدي مرتجفه وأنا أتوقع أن يرفضه أو ألا يعلم كيف يرضع ..... وياللعجب كأنه غريق وجد قارب النجاه وجدته يحرك شفتيه الصغيرتين ويرضع بكل هدوء واطمئنان ... سبحان الله من علمه هذا ؟ سبحانك يا رب ... من أين سيأتي الحليب ؟..آه .. أشعر بشرايين صدري تتفتح ... وقنواته المغلقه منذ ولدت تتفتح لتستقبل رزق الله من الحليب الطاهر بمجرد أن طلب صغيري رزقه من الله ....... وأخذ يرضع يحيى حتى ارتوى ونام هانئاً .... وسالت دموعي وأنا أرى عظمه الله تتجلى في هذه المعجزه الربانيه .....
***********************
قال عمر
:
ممنوع أدخل أوده النوم علشان ساره ويحيى نايمين فيها .. وماما نامت في الأوده التانيه وحماتي في المطبخ .... طيب أنام فين عند البواب ؟ من أولها كده يا يحيى باشا حانتركن على الرف ؟ ماشى يا عم بس لما تكبر حاوريك ! خلاص حانام في الصالون وأمري لله بس في البرد ده ؟! يالا علشان الواحد يقوم عنده كساح ونخلص بقى ! بس ساره وحشتني ويحيى كمان وحشني طيب أعمل إيه ؟ فتسحبت لأنام بجوارهما في دفء الحجره ومشيت على أطراف أصابعي وفتحت الباب بمنتهى الهدوء لأجد ساره حبيبتي نائمه في بحر عميق من شده الإرهاق وبجوارها الباشا الذي احتل مكاني !! ووجدتها فرصه لأدقق في ملامحه لأجده ورث عيون ساره الجميله ولونها الخمري وأخذ لون شعري الأسود وذقني ولمست بشرته الحريريه وأنا أتمنى أن يكبر فورا لألعب معه وأعرفه أنى والده ..... وقبلته بحرص شديد ولكن يبدو أنى أقلقت منامه فاستيقظ يبكى ... وحاولت إسكاته لم أعرف طبعاً فصحيت ساره مفزوعه واكتشفت جريمتي وصرخت في : حرام عليك يا عمررررررررررررررررررر !!!!!!!