صعبة المنال عضو ماسى
عدد المساهمات : 5992 العمر : 35 المزاج : كنت smile قبل الجامعة وقبل ما أحب الزمالك الدوله : المهنه : الهوايه : النقاط : 63723
| موضوع: الحب القاتل (قصة أبكتنى) الجمعة أكتوبر 16, 2009 8:53 am | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع : ... ليست القضية متي سيأتي
القضية .. هل سيبقي حين يأتي ... ??؟
التقته و هي في الثلاثين من عمرها
في وقت ظنت انها فقدت القدرة علي الحب و الحلم و الامل
و أشياء اخري تحتاج اليها المرأة في منتصف العمر
و بعد ان ذاقت من الاشياء امرها
و بعد ان حملتها الظروف من العيش فوق طاقتها
و بعد ان اتسعت الفجوة بينها و بين الفرح
و اصبحت السعادة من مستحيلات حياتها
عندها جاء هو بقلبه الكبير
و ببحور حنانه الباحثة عن انثي تكون نصف قلبه الاخر
اقترب منها كالأحلام الهادئة
عشقها بصدق فرسان الحكايات القديمة
و طرق بابها في اشد مراحل عمرها ليمنحها باقة من النور و الامل
لم يكن اخر اطواق النجاة بالنسبة لها فقط
بل كان الشاطئ و القبطان و السفينة
غيرها تماما
و تغيرت نفسيتها داخليا و خارجيا
لون كل المساحات السوداء في داخلها
فتعلقت به تعلق الام بطفلها
و تعلق الانثي بفارسها
و تعلق الانسان بوطنه
و شعرت معه بامان لم تمر به طيلة سنوات حياتها
اقترب من اعماقها أكثر
ملأ احساسها كالدم داخل جسدها
ملأ حياتها كالهواء في رئتيها
كانت تنام علي وعوده
و تستيقظ علي صوته
تمادت معه بأحلامها
منحت نفسها حق الحلم و الامل و الحياه
حلمت بأطفال كعدد نجوم السماء
كان رجلا رومانسيا شفافا
بادلها احلامها بنقاء و صدق
لم تكن بالنسبة له حكاية يسعي الي انهاء فصولها
و لم يكتبها رقما في اجندته
و لم يسجلها موعد قابلا للانتهاء
كانت اشياء اخري
احساس مختلف
و امرأة لا يمكن تصور حياته بدونها
اعتادت علي وجوده في حياتها
تماما كما اعتاد هو علي وجودها في عالمه
كان احساسها طاهرا نقيا
و حبها له يكبر يوما بعد يوم
و كذلك حبه لها
كانت تحفظه كعينيها
سألها يوما : ماذا لو خنتك ؟؟
اجابته : سأقتلك
قال و ماذا لو مت ؟؟
قالت : ستقتلني
عندها أدرك انها امرأة ترفض الحياة بدونه
فتمسك بحياته اكثر
و تمني ان يعيش الي الابد كي يجنبها ألم فقدانه و فجاعه رحيله
منذ ان عرفته و هي تعشق المساء عشقا
ففي المساء يأتي صوته حاملا لها فرح العالم كله
و يعيدها رنين هاتفها الي الحياة التي تفارقها حين تفارقه و يفارقها
و ما ان ترفع سماعة الهاتف حتي يبادرها متسائلا
من تحبين أكثر أنا ام أنا
فتجيبه بطفولة امرأة محبه
أحبك انت اكثر من انت
ثم يتجولان معا في عالم الأحلام الجميلة
و هذا المساء انتظرت صوته كالعادة
و مرت الدقائق و تليها الساعات
شئ ما في قلبها بدأ يشتعل
شئ ما تتجاهل صوته لكنه يلح
شئ ما يصرخ فيها انه لن يعود
و شئ ما يوقظ في داخلها كل شكوك و ظنون المراه في لحظة انتظار
تري هل نسي ؟؟
تري هل خان ؟؟
هل رحل ؟؟
و مع اول اشعاع نور للصباح
حادثها احدهم ليخبرها بضرورة وجودها في المستشفي
لان احدهم يصر علي رؤيتها قبل دخوله غرفة العمليات
و هناك التقته
باسما في وجهها كعادته برغم الألم قال لها
"سامحيني اعلم ان رحيلي سيسرق مني كل شئ
و اعلم كيف ستكون لياليك من بعدي
و اعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك
و اعلم كم سيتعبك الفراق
و اعلم كم ستؤلمك الذكري
و اعلم تحت اي مقاصل العذاب ستنامين
و في اي مشانق العذاب و الانتظار ستتعلقين
و اعلم كم ستبكين و كيف ستبكين
و اعلم اني قد خذلتك
.. و اعلم انك ستغفرين
و مضي الي مصير تجهله
كانت رائحة الوداع تملأ حديثه
لكنها تعلقت باخر قشة للامل
و انتظرت
انتظرت
انتظرت
و كانت تردد بينها و بين نفسها
ماذا لو انه رحل ؟؟
كيف سيكون لون حياتها
بل ماذا سيتبقي من حياتها
لم تحتمل ثقل سؤالها و الافكار التي ظلت تتوارد علي ذهنها .... جلست علي الارض
ما عادت قدماها تقويان علي حملها
استندت الي الجدار في انتظار حكم الحياة عليها
و من بعيد لمحته يأتي
يتقدم نحوها
انه الطبيب الذي اجري له العملية
تمنت ان يقف مكانه
ان لا يتقدم اكثر
ان لا يفتح فمه بنبأ رحيله
دقات قلبها تزداد و انفاسها تتصاعد
تري هل رحل ؟؟
أغمضت عينيها و وضعت يديها علي اذنيها
لا احد يعلم كم من وقت مر قبل ان يصلها الطبيب
ربما لحظات "ربما سنوات
لكنه اخيرا وصل
: وقف امامها مبتسما و فال
كتب له عمر جديد يا سيدتي
نجحت العملية و سيعيش
و انتظر ان ينطلق منها صوت الفرح
لكنها صمتت
لم تنطق
و لن تنطق ابدا
لقد رحلت .. قتلها الانتظار و الخوف و الترقب
عفوا انها امرأة وصلت بتعلقها به الي درجة رفض الحياة في غيابه
هل توجد مثل هذه المرأة الان ؟؟
هل يوجد مثل هذا الرجل الان ؟؟
و اخيرا يا تري من قتل من ؟؟!!
.... قتلهما الحب معااااااااااا
| |
|