بين أروقة الزمان وصفحات التاريخ العديد من الأحداث ...
زماننا أشبة بكتاب متعدد الصفحات لكل صفحة منها طابعها الخاص ...
لكن هناك صفحات من بين هذه الأوراق تحمل نفس الطابع ونفس الألم رغم اختلاف مضمونها ...
هناك صفحات من ألم دونها التاريخ وما زال يدونها عبر الأزمان وتعاقب الأجيال ..
تتعدد الصفحات ويصعب الانتقال بينها وأتركك لكم بعضاُ منها نلتمس ألآمها ..
.:: صفحة ألم ::.
عندما يدون التاريخ بحبر المأساة ودموع الألم وصفعات الماضي وجراح الحاضر ونزف المستقبل . آهات شعوب ودموع الثكالى وحسرات الشيوخ وبراءة أطفال اغتيلت وأعراض سلبت ...
ببساطة وبدون عناء ولا مشقة وعلى طبق من ذهب قدمت أمتنا الإسلامية أوطاننا عربية لأعداء البشرية ووقفت مكتوفة الأيدي مسلوبة الإرادة والفكر ، خرساء ، عمياء ، لا تمتلك إلا الدعاء أن استطاعت ...
سيدوننا التاريخ يوماً لكن ليس كالأبطال ...
.:: صفحة ألم ::.
هنا قد لا تكون صفحة ألم واحدة أنما صفحات لا متناهية من مواقف الحياة وحسرات الأزمان ، هنا عندما ينقلب الحال إلى المحال ، هنا عندما يصبح من كان بالأمس طفلاً لا حول له ولا قوة يصبح اليوم فارس زمانه وبطله المغوار يفرض فتوته وقوته على من كان لهم الفضل بعد الله في وجوده في هذه الحياة ...
عندما يرتفع الصوت وتعلو النبرات ويختلف الحال وكأنه هو الأكبر سناً وصاحب السلطة والقرار .
عندما يرى بأنه كبر على من حوله حتى والديه عندها ننزف أنواع الدموع والحسرات على حال أبناء أمتنا وما وصلوا له ...
" مواقف كثر نشاهدها وتدمي قلوبنا لا كننا لا نملك سبيلاً لتغيرها "
.:: صفحة ألم ::.
عندما تنزع الرحمة ويسلب العطف ، عندما تتحجر القلوب وتتجمد الدموع ، عندما تباع إنسانيتنا بكل بساطة ،.
عندما نرى وجودهم عبئاً وهماً لا نستطيع تحمله ولا نملك الوقت الكافي للاهتمام به ، عندما تصبح الأمومة لعبة ، فهي اليوم أماً وغداً حرة لا تذكر طفل رمته لأنياب الزمن ، تخلت عنه وكأنه لا يعني لها شيئاً وليس قطعة من ذاتها ..
أتعجب !!!
ألهذا الحد وصل بنا الحال من ألا مبالاة والاستهتار ؟
ألهذا الحد أصبحت الأمومة عبئاً ؟؟
كم هو صعب عندما نجد من تحلم أن تكون أماً وبالمقابل نجد من تتخلى عن هذا الحلم ...
" مواقف شتى وقصص كثر تدمي القلوب لقسوتها وتشيب الرأس لها "
.:: صفحة ألم ::.
ما أقساها من صفحة وما أقسى ألمها ، وما أصعب الجراح التي تخلفها جراء ما يحدث في حال أمتنا .
تهاون واستهتار بأمور ديننا ، أتباع الموضة والانفتاح والعولمة .. لم يكلفوا أنفسهم عناء بضع دقائق تأدية لأوامر الله وتلبية لعبادته .
صفحة ألم تدونها ساحات المساجد ومنابر الجمعة عندما تفتقر للمصلين بينما تشهد مدرجات الملاعب بالملايين من المشجعين قبل ساعات من الوقت المخصص للعب !
لا يختلف الحال كثيراً بالنسبة للأمسيات الشعرية والحفلات الغنائية فهي تكتظ بألاف من البشر بينما تفتقدهم الندوات والمحاضرات الدينية عندئذ تدون صفحة ألم ..
صفحة ألم عندما نقضي بالساعات أمام شاشات التلفاز لمشاهدة برامج عديمة الفائدة ..
صفحة ألم عندما نسمع الآية الكريمة تتردد دوماً لتبرير الأفعال " أن الله غفوراً رحيم " وينسون أو يتناسون قوله تعالى " ولكنه شديد العقاب "
متى نسطر صفحات ألم مدادها دموع الخوف والخشية من الله لما وصل له حال أمتنا الإسلامية وحسراتها على سنوات مضت .