كان محمد فى العشرين من عمره وكان شاب لطيف وجميل جدا وكان يستخدم
الكمبيوتر فى الدخول على شبكه الانترنت مما قاده الى التعرف على فتاه تدعى الهام.مرت
ايام عديده ومحمد والهام يتحدثان مع بعض عن طريق الانترنت وبعد نصف سنه من علاقاتهما
دخل محمد على الشبكه كعادته ولكن الهام غابت ذلك اليوم فجلس محمد امام شاشته اكثر
من ثلاث ساعات ولما فقد الامل قام ونهض .وفى اليوم التالى دخل محمدعلى الشبكه على
امل ان يجد الهام واذا بالهام تنتظره
قائله له لقد انتظرتك كثيرا من الوقت اين كنت فاخبرها قائلا لقد انتظرتك البارحه
ولكنك لم تأتى فاخبرته انها عندها امتحانات سنويه واستمرت اتصالاتهما بعد ذلك
كالمعتاد الى ان جاء وقت الاعتراف قال لها محمد.
الهام انا بدأت افكر فيك كثيرا اعتقد اننى احبك فقالت له بدون تردد وانا ايضا احبك مثل اخى ولم
تعجبه اجابتها فقال لها انا احبك بمعنى الحب نفسه .صمتت الهام طويلا وقالت انا لا اريد الارتباط بأى شخص خصوصا
على الانترنت
فقال محمد لماذا ؟فقالت له لاننى
لا اؤمن بهذه الخرافات
واصر محمد على الاعتراف لها بحبه قائلا انه لا يستطيع الابتعاد عنها وانه
يريد الاقتراب منها اكثر واكثر الى ان بدت الليونه فى موقف الهام وكأنها بدأت تثق
فى صدق نواياه فوافقت على الارتباط بالحب بالرغم من انها خائفه جدا وتطورت العلاقه
بين الاثنين واصبح الحديث بينهما ليس فقط عن طريق الانترنت وانما عن طريق الهاتف
ايضا.اتفق الاثنين على ان يتقابلا وجها لوجه ليريا كلا منهما الاخر لاول مره
وبالفعل تقابل محمد والهام فجن جنون محمد من جمال الهام وهى فتاه جميله لدرجه انه
ارتبك من جمالها . كبر حب محمد والهام وصارا يتقابلان اكثر واكثر وفى احد اللقاءات
بدأت الهام تبكى وتقول لمحمد بينما الدموع تنهمر من عينها انى أحبك احبك أحبك حتى
الموت فاستغرب محمد من بكائها وسألها عن سبب بكائها فاكتفت بالرد لانى أحبك
فبادلها محمد نفس الشعور وأقسم لها انه لم
يحب اى قتاه قبلها.وجاء اليوم الذى ابلغ
فيه محمد بأنه سيتقدم ليطلبها من والدها وبدل أن تفرح تجهم وجهها وكشفت لمحمد ان عائلتها لن ترضى به كعريس لان عائلتها قطعوا
على انفسهم بان يزوجوها لابن عمها وهذه كانت كلمه شرف من اهل الهام لا يمكن
التراجع عنها .كانت كلمات الهام كالصاعقه بالنسبه لمحمد وبعد تفكير عميق راودتهم
فكره الهروب فرفضت الهام الفكره ورفضت الخروج من البيت ومرت الايام وبدأ محمد يبتعد
عن الهام وشعرت الهام بذلك فصارحته وهى تبكى لانها تريد ان تبعده عنها
لانه يضيع وقته معها فى حب بلا مستقبل .
وهذا ما فعله محمد فقد سافر الى
الخارج يحمل فى أحشائه قلبه الممزق. وأما الهام فلم تعرف الجهه التى ذهب اليها ولم
تعرف له عنوان فأصبحت المسافه بعيده بين الاثنين .
أصيبت الهام بمرض من شده حزنها ودخلت المستشفى عده أيام وهى تأمل ان ترى محمد
لانها مشتاقه اليه وامنيتها ان تراه كانت تتعذب من مرض خطير .
عندما سمع ابن عم الهام عن الخبر
ابتعد عنها ولم يزورها فى المستشفى . اعتاد الاب والام ان يجلسوا بجوار سرير الهام
وهما يبكيان ويقلقهما عذاب الضمير بسبب رفضهم لمحمد عريسا لالهام
وبعد أشهر قليله عاد محمد من الخارج ولا يعلم بما جرى فتوجه الى منزل الهام
لكثره اشتياقه اليها وهناك أخبروه بما حدث لالهام فتوجه الى المستشفى ودخل غرفه الهام
ولكنه وصل متأخرا فوجد رساله على سريرها تقول (عزيزى محمد اننى متأسفه لاننى لا
أستطيع التحدث معك ولكن الله سبحانه وتعالى شاهد على ما أقول كنت أنتظر عودتك كل
يوم وعندما دخلت المستشفى شعرت بأننى لن أخرج منها حيه ابدا وها انت تقرأ رسالتى الان وأنا مدركه انك ستاتى
لرؤيتى يوما ما .
اننى أحبك أحبك أحبك
أريدك ان تواصل حياتك بدونى اذا كنت تحبنى افعل هذا لى
الى الوداع حبيبتك الهام .
وقرأ محمد الرساله وتمزق قلبه وبكى حتى جفت دموعه وواصل حياته فقط لان الهام
طلبت منه هذا وتزوج محمد من فتاه اخرى وانجب منها طفله اسماها الهام .