أبو الفاتح 1988 عضو جديد
عدد المساهمات : 5 العمر : 36 المزاج : حلو الدوله : المهنه : الهوايه : النقاط : 56835
| موضوع: في ذكراه... حــوار مع الدكتور عبد العزيز الرنتيسي!! الجمعة أبريل 17, 2009 3:16 am | |
| حوار مع الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
"الصَّقر" حيٌّ لا تقل "الصقر" ماتْ ..... أوَهل يجف النيل أو نهر الفرات؟*
عُذراً لصاحب الأبيات الشجيَّة, ورحمات الله على روحه التقّية؛ فلقد كُتبت مثل هذه الكلمات رثاءً للشهيد المهندس يحيى عيَّاش, وخطَّها الرنتيسي في قصيدةٍ تتفجّر منها معاني الحماس والوفاء؛ ليؤكد على أن طريقاً بُدأ بالتضحية لن ينتهي إلا بالنصر, وأن بذوراً غُرست في أعماق الأرض لن تخرج إلا أزهاراً وأشجاراً وارفة الظلال. وفي ذكرى استشهاد القائد, لم أجد أفضل من كلماته حتى أُعبِّر عن ذات الحالة التي أراد الدكتور إيصالها يوم ارتقى مهندس الكتائب؛ فلن تجفَّ فينا المبادئ التي غرسها القادة العظام, ولن تنحني منَّا الهامات الباسقات مهما اشتدت ضراوة الأيام. وحتى نأخذ من معاني الكرام ونقيس على أحداث أيامنا, فلقد قمت بجمع أسئلتي و توجهت إلى مكتبة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي- رحمه الله- وكان هذا الحوار بين سؤالٍ وإجابة!
- يحاول البعض اللعب على وتر تغيُّر حماس بعد استشهاد الياسين والرنتيسي, وأؤلئك الذين يلمزون في الحركة لا يرون جانباً إيجابياً فيما وصلت إليه حماس, ولا يُقدِّرون اختلاف الظروف وتغير أوراق اللعبة وأدواتها في هذه الفترة من عمر الحركة؛ فكثيراً ما نسمع بأن حماس غيَّرت مبادئها بعد استشهاد ثلة من الرعيل الأول. ما رأي الدكتور عبد العزيز في هذا الأمر؟
د. عبد العزيز الرنتيسي:" كم من قائل بأن الحركة قد غيرت مبادئها، وقد أصبحت الآن تقبل بما رفضته بالأمس، ثم يكتشف بعد حين ثبات الحركة على مبادئها وأنه كان قد جانبه الصواب ولكن لا يراجع نفسه ليستدرك الأمر حتى لا يقع في سوء التقدير مرة أخرى، ولا أعتقد سببا لتكرار القراءة الخاطئة من مفكر ما إلا أنه يجامل هواه على حساب الحقيقة"(1)
- نفهم من هذا الكلام أنَّ هذه الظاهرة لم تولد بعد استشهاد القادة, ويبدو أن هناك من كان يلمز حماس بتغير منهجها وانحرافها عنه حتى في حياة الياسين والرنتيسي؛ لكن كيف نرد على من يعتقد بأن حركة حماس مرتبطة بشخص, فإن مات أو قُتل, انهارت الحركة وعادت إلى درجة الصفر!؟
د. عبد العزيز الرنتيسي: " يُسقط هؤلاء المفكرون هذه الصور السيئة على حركة حماس.. ولا يفهمون روابط الأخوة التي تربط قيادة الحركة بعضها ببعض، وتربط القيادة بالقاعدة، وتربط القاعدة بالقاعدة، ولا يستطيعون أن يتفهموا عملية اتخاذ القرار في حركة حماس والتي تستند إلى رأي الأغلبية من خلال الشورى الملزمة، وينسون في غفلة من أمرهم أن تأليه الفرد ليس من أعراف هذه الحركة الإسلامية، بل يتناقض مع مبادئها التي هي مبادئ الإسلام". (1)
- ما رد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي على من يقول بأن جناح الصقور قد غاب عن الحركة وخلت الساحة لجناح الحمائم!؟
د.عبد العزيز الرنتيسي: " أنه من الجهل بالحركة أن نصنف قادتها إلى صقور وحمائم، ولكننا في واقع الأمر حمائم مع أبناء شعبنا على اختلاف بعدهم وقربهم منا.. وصقور مع أعدائنا لا نبالي بما يحيق بنا طالما أننا ندافع عن الشعب والوطن والمقدسات". (1)
-نتيجة لما ذكرتم فقد حوربت حركة حماس وقُيِّدت مع الشعب في كثير من المواطن, وتوِّجت الهجمة عليها بالحرب الأخيرة التي استهدفت الحركة واغتيل على إثرها العالم نزار ريان والشيخ سعيد صيام؛ ماذا يقول الدكتور بعد هذه الهجمة التي استهدفت الحركة وقادتها وأبناءها؟
د.عبد العزيز الرنتيسي: "أقول لكم و أطمئنكم: لو رحل الرنتيسي و رحل الزهَّار و رحل هنية و رحل نزار و رحل صيام و رحل الجميع، والله لن نزداد إلا لُحمة و ولن نزداد إلا حبًّا، فنحن الذين تعانقت أيادينا في هذه الحياة الدنيا على الزناد، وغدًا ستتعانق أرواحنا- بإذن الله- في رحاب الله". (2) " اليوم تشتد الهجمة على حماس، ولا يعني اشتداد الهجمة أن العدو في وضع جيد، أو انه قريب من تحقيق أهدافه، بل على النقيض تماما هذه الهجمة تعكس حالة الخوف والإحباط واليأس الذي يعيشها الاحتلال، ولو نظرنا إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي أحالت حياتهم إلى جحيم أدركنا الحقيقة التي تقول أنهم على حافة الانهيار المعنوي والنفسي الخطير، والمعركة في فلسطين على غير ما يهوى اليهود الصهاينة بدت واضحة بين الإسلام بما يملك من طاقات روحية ومبدئية هائلة، وبين يهود صهاينة يملكون آلة دمار كبيرة ولكنهم جبناء، فهم يعلمون أن حماس لن تتراجع أمام ضرباتهم، ويدركون أن القضاء على قادة حماس السياسيين المعلنين سيؤدي إلى شيء واحد فقط وهو ظهور قيادة سرية وهذا حدث يوم اعتقلوا مؤسسي حماس بما فيهم الشيخ أحمد ياسين عام 1989م، وهذا لم يضعف الحركة في الماضي وحتما لن يضعفها في المستقبل، ونخلص من كل ذلك أن حماس أيا كان حجم الهجمة عليها فالنتيجة الأكيدة أن الحركة ستزداد قوة وانتشارا، كما أنها ستكرس حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه وهذا يعني أن كل التنازلات التي جرت عبر المفاوضات ستصبح أثرا بعد عين، أي أن سقف التطلعات السياسية للشعب الفلسطيني سيرتفع إلى مستواه الشرعي". (3)
- بما أننا وصلنا إلى موضوع المفاوضات, فقد نقلت الأخبار بأن السلطة الفلسطينية " تتخوف" من امتناع حكومة نتن ياهو عن استئناف المفاوضات بين الجانبين, على ضوء رفض نتن ياهو حل الدولتين, واعلان وزير خارجيته بأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود. ما قول الدكتور عبد العزيز في هذا الأمر؟
د.عبد العزيز الرنتيسي: "كنت دائما ولا زلت على قناعة تامة أن الصهاينة اليهود لن يسمحوا في يوم من الأيام بقيام دولة فلسطينية مستقلة على طاولة المفاوضات ولو على جزء يسير من أرضنا المغتصبة فلسطين، فالمشروع الصهيوني الرامي إلى قيام ما يسمى ( بإسرائيل الكبرى ) لا زال محط أنظار الصهاينة الأشرار، وهم يؤمنون أن قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ربما يقطع الطريق على هذا المشروع، كما أن الصهاينة يعتقدون أن قيام دولة فلسطينية يشكل خطرا استراتيجيا على مستقبل الكيان الصهيوني، إدراكا منهم أن الأمة العربية والإسلامية ستستمر في رفضها للوجود الصهيوني على أرض إسلامية لها ارتباط وثيق بعقيدة المسلمين، وأعتقد أن المفاوض الفلسطيني بات اليوم يشاركني قناعتي هذه، ولكنه لا زال يسعى إلى المفاوضات وكأنها أصبحت هدفا لذاتها، فما الذي يريد أن يحققه المفاوض الفلسطيني من هذه المفاوضات؟" . (4)
- إذاً ما هي الرسالة التي يوجهها الدكتور للمفاوض الفلسطيني!؟
د.عبد العزيز الرنتيسي: " قل لي بربك أيها المفاوض الفلسطيني.. لماذا تسعى إلى المفاوضات؟!!! (4) لقد فاوضت م.ت.ف العدو الصهيوني على مدى حوالي التسع سنوات منذ مؤتمر مدريد، وذلك من خلال السلطة المنبثقة عنها، وتعاونت معه أمنيا، واعتقلت المجاهدين عام 1996م، وشكلت من قوات الأمن الفلسطيني سياجا أمنيا يحمي الاحتلال ومستوطناته، وألغت ميثاقها، وآمنت "بعِجْل" السلام الصهيوني، واعترفت بما يسمى دولة "إسرائيل" أي تنازلت عن 78% من فلسطين، ولكن العدوان على شعبنا لم يتوقف، فبناء المستوطنات، وشق الطرق الالتفافية، وتهويد المقدسات لم يتوقف للحظة واحدة بينما كانت طاولة المفاوضات عامرة بالمتحدثين عن السلام الشامل والدائم والعادل، ولنا عندئذ أن نتساءل أليس هذا هو الاستدراج بعينه؟ ألم توفر طاولة المفاوضات الغطاء المطلوب لتلك الممارسات العدوانية التي تتناقض مع السلام، وتجعل قيام دولة فلسطينية أمرا مستحيلا وقد نجح العدو الصهيوني بتقويض مقوماتها عبر عزل الشعب الفلسطيني في معازل متناثرة؟ فإذا كنا نجمع على أن العدو يفر من السلام ولا يريده ولا يؤمن به، وإذا كان إحراجه أمرا مستحيلا ومعه أمريكا بخيلها ورجلها، وإذا أيقنا أن عدوانه المتواصل علينا خيار استراتيجي لأنه وسيلته الأساسية في تنفيذ المخطط الصهيوني، فلماذا لا يقر جميعنا بأن المقاومة هي الخيار؟!!!! " (5)
- حركة حماس في الفترة التي سبقت حرب الفرقان, قامت بتعليق العمل العسكري و وقف إطلاق الصواريخ, مما دفع لاتهامها من قبل البعض بأنها انجرَّت إلى مربع التسوية وهجرت المقاومة, خاصة وأنَّ خروقات الاحتلال في فترة الهدنة لم تتوقف؛ فلماذا أباحت حماس لنفسها وقف العمل العسكري في ذلك الوقت!؟
د.عبد العزيز الرنتيسي: " حقيقة الأمر أننا نؤمن أن تعليق العمل العسكري لن يؤدي إلى أي إنجاز سياسي لصالح الشعب الفلسطيني على صعيد استرداد حقوقه السليبة، كما أننا نؤمن أنه لن يؤدي إلى وقف مختلف أشكال العدوان على شعبنا الفلسطيني، ولذلك لم يكن هدفنا من التعليق إلا صيانة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإزالة العقبات من أمام مشروع المقاومة المسلحة." (5)
- في الوقت الأخير سادت الساحة الفلسطينية أخبار "الحوار الوطني الفلسطيني", وانشغلت الأطراف الفلسطينية بآمال تحقيق الوحدة الوطنية. لكنَّ إرجاء الحوار إلى وقتٍ آخر, دفع البعض لتحميل حركة حماس مسئولية فشل الحوار. كيف تُبرر حركة حماس موقفها من الحوار الفلسطيني؟
| |
|
ramsis عضو مؤسس
عدد المساهمات : 1704 العمر : 37 المزاج : الحمد لله الدوله : المهنه : الهوايه : النقاط : 58618
| موضوع: رد: في ذكراه... حــوار مع الدكتور عبد العزيز الرنتيسي!! الثلاثاء مايو 12, 2009 6:19 pm | |
| | |
|