أحلام ….. نسكنها أو هي من تسكننا ….لا أعلم هو مجرد كابوس ينتابني بين الحين والآخر …..أحاول التخلص منه ولكن دون جدوى …….
ها أنا ذا أستيقظ على وجه الأحزان … بعد حلم جميل سكنته منذ سنين ….
ويتوارى الصدق خلف أقنعة كثيرة .. وجوه بريئة تتغلغل في أعماقها خبث غريب ….وتعلو الوجوه الكئيبة إبتسامة لا ملامح لها ….وتلك الزوايا من عمري لا حدود لها ….
أحاول النهوض من سريري ولكن دون جدوى …ذلك الكابوس اللعين يمسك بيدي ويمنعني من النهوض …. ليسكنني بقربه ..الغدر والخيانة يظهران لي في شخصه ….واصبح أنا الإنتقام في ذلك الكابوس التعيس ….
آهٍ كم وددت أن أخرج منه …ولكن محال فقد إنهارت قواي …وهو مازال ممسكا بيدي ….أشلاء من الماضي تتساقط في طريقي وأشباح من المستقبل تتراءى لي …..وشاطيء لا يزال يبحث عن رحالةٍ يطيء بقدميه رماله العذراء …..
لا زال ذلك التعيس يشدني إليه كي أرحل معه إلي القاع … وأشاهد ما لا أرغب في مشاهدته ….عوالم لا تمت لي بصلة …. وأجواء رمادية يسكنها من فقدوا الأمل وعاشوا حياة اليأس ….يعيش هنا كل من فقد البصيرة ….وكل من رغب في نهاية لحياته الجميلة ….هذا رجل فقد حياته من أجل إمرأة حمقاء … دنست قلبه المسكين بخيانة عابرة ….وهذه إمرأة فقدت أعز ما تملك بنزوة شيطانية من رجل أرعن ….
ومازال ذاك التعيس ممسكا بيدي ويرحل بي إلي عالمه …..عالم مجنون كجنون أرض تسكنها الجماجم ….كجنون طائر بلا أجنحة ….عالم مليء بقطرات من اللون الأسود ….وصور قاتمة ….أسماء وأسماء بعضها أعرفه والبعض الآخر أجهله .
فضول المرأة يقتلني ….ويجذبني إلي ذلك العالم …وريح باردة كبرودة الموت تعصف بي …..أحاول إستمالة هذا التعيس ورجائه في تركي ….ولكنه يأبى …ويزداد إصرارا في أخذي معه كمتاعٍ لرحلة أبدية …..آهٍ كم يقتلني الشوق لذلك الحلم الجميل …..ولكن هيهات …فما زال صاحبي الكئيب ممسكا بيدي محاولا إغراقي في عالم مليء بالخوف …ويجبرني على المشي بأرض وعرة ….تتعثر خطواتي …ثم أقع على تلك الأرض …..لتتلقاني الحصى … ويشتد الألم ….
أرفع عيني فلا أجد سوى صاحبي في هذه الرحلة … بثوبه البالي القذر ….وأشجار عارية من الورق ….كانها أشباح مشنوقة ….وهنا تثب عزيمتي أمامي ….. وتحثني على الوقوف …وتمسك بيدي الأخرى ….وأكون ضحية صراع بين كابوس لعين …وإصرار عجيب على العيش في حلم جميل ….
عواء اليأس يصم آذاني …. وهمسات رقيقة من التفاؤل تتغلغل في وجداني ….وتتراقص كالفراشات أمامي …كلٌ يدعوني إلي عالمه …..عالم اليأس بسواده وكابوسه المزعج ….وعالم التفاؤل ببياضه الناصع وحلمه الجميل …. الكل يتصارع لأجلي …. ولكن أنا من يختار !!!!
إما تراجع إلي عالم تسكنه الأشباح ….أو إقدام إلي جنة فيها الخلود للسعادة والأمل ….." أنا سيدة نفسي " قلت لصاحبي التعيس …. نعم " أنا سيدة نفسي " ….. كررتها له مئات المرات حتى بدأ يتلاشى من أمام صوتي الذي بدأ يعلو ….. " أنا سيدة نفسي " ….وهنا أفقت من كابوسي المميت بهذيان جميل ….فأنا حقا " سيدة نفسي " .