26 - { إن الله لا يستحيي أن يضرب }
يجعل { مثلا } مفعول أول { ما } نكرة موصوفة بما بعدها مفعول ثان أي أي مثل كان أو
زائدة لتأكيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني { بعوضة } مفرد البعوض وهو صغار البق
{ فما فوقها } أي أكبر منها أي لا يترك بيانه لما فيه من الحكم { فأما الذين آمنوا
فيعلمون أنه } أي المثل { الحق } الثابت الواقع موقعه { من ربهم وأما الذين كفروا
فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا } تمييز أي بهذا المثل وما استفهام إنكار مبتدأ
وذا بمعنى الذي بصلته خبره أي : أي فائدة فيه قال تعالى في جوابهم { يضل به } أي
بهذا المثل { كثيرا } عن الحق لكفرهم به { ويهدي به كثيرا } من المؤمنين لتصديقهم
به { وما يضل به إلا الفاسقين } الخارجين عن طاعته
(1/7)27 - { الذين } نعت { ينقضون عهد الله } ما عهده إليهم في الكتب من الإيمان
بمحمد صلى الله عليه و سلم { من بعد ميثاقه } توكيده عليهم { ويقطعون ما أمر الله
به أن يوصل } من الإيمان بالنبي والرحم وغير ذلك وأن بدل من ضمير به { ويفسدون في
الأرض } بالمعاصي والتعويق عن الإيمان { أولئك } الموصوفون بما ذكر { هم الخاسرون
} لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم
(1/7)28 - { كيف تكفرون } يا أهل مكة { بالله و } وقد { كنتم أمواتا } نطفا في
الأصلاب { فأحياكم } في الأرحام والدنيا ينفخ الروح فيكم والاستفهام للتعجب من
كفرهم مع قيام البرهان أو للتوبيخ { ثم يميتكم } عند إنتهاء آجالكم { ثم يحييكم }
بالبعث { ثم إليه ترجعون } تردون بعد البعث فيجازيكم بأعمالكم وقال دليلا على
البعث لما أنكروه
(1/7)29 - { هو الذي خلق لكم ما في الأرض } أي الأرض وما فيها { جميعا } لتنتفعوا
به وتعتبروا { ثم استوى } بعد خلق الأرض أي قصد { إلى السماء فسواهن } الضمير يرجع
إلى السماء لأنها في معنى الجملة الآيلة إليه : أي صيرها كما في آية أخرى { فقضاهن
} { سبع سماوات وهو بكل شيء عليم } مجملا ومفصلا أفلا تعتبرون أن القادر على خلق
ذلك ابتداء وهو أعظم منكم قادر على إعادتكم
(1/7)30 - { و } اذكر يا محمد { إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة }
يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدم { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } بالمعاصي
{ ويسفك الدماء } يريقها بالقتل كما فعل بنو الجان وكانوا فيها فلما أفسدوا أرسل
الله عليهم الملائكة فطردوهم إلى الجزائر والجبال { ونحن نسبح } متلبسين { بحمدك }
أي نقول سبحان الله وبحمده { ونقدس لك } ننزهك عما لا يليق بك فاللام زائدة
والجملة حال أي فنحن أحق بالاستخلاف { قال } تعالى { إني أعلم ما لا تعلمون } من
المصلحة في استخلاف آدم وأن ذريته فيهم المطيع والعاصي فيظهر العدل بينهم فقالوا
لن يخلق ربنا خلقا أكرم عليه منا ولا أعلم لسبقنا له ورؤيتنا ما لم يره فخلق الله
تعالى آدم من أديم الأرض أي وجهها بأن قبض منها قبضة من جميع ألوانها وعجنت
بالمياه المختلفة وسواه ونفخ فيه الروح فصار حيوانا حساسا بعد أن كان جمادا
(1/7)31 - { وعلم آدم الأسماء } أي أسماء المسميات { كلها } بأن ألقى في قلبه علمها
{ ثم عرضهم } أي المسميات وفيه تغليب العقلاء { على الملائكة فقال } لهم تبكيتا {
أنبئوني } أخبروني { بأسماء هؤلاء } المسميات { إن كنتم صادقين } في أني لا أخلق
أعلم منكم أو إنكم أحق بالخلافة وجواب الشرط دل عليه ما قبله
(1/32 - { قالوا سبحانك } تنزيها لك عن الاعتراض عليك { لا علم لنا إلا ما علمتنا
} إياه { إنك أنت } تأكيد للكاف { العليم الحكيم } الذي لا يخرج شيء عن علمه
وحكمته
(1/33 - { قال } تعالى { يا آدم أنبئهم } اي الملائكة { بأسمائهم } المسميات فسمى
كل شيء باسمه وذكر حكمته التي خلق لها { فلما أنبأهم بأسمائهم قال } تعالى لهم
موبخا { ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض } ما غاب فيهما { وأعلم ما
تبدون } ما تظهرون من قولكم أتجعل فيها الخ { وما كنتم تكتمون } تسرون من قولكم لن
يخلق أكرم عليه منا ولا أعلم
(1/34 - { و } اذكر { إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } سجود تحية بالانحناء {
فسجدوا إلا إبليس } هو أبو الجن كان بين الملائكة { أبى } امتنع من السجود {
واستكبر } تكبر عنه وقال : أنا خير منه { وكان من الكافرين } في علم الله
(1/35 - { وقلنا يا آدم اسكن أنت } تأكيد للضمير المستتر ليعطف عليه { وزوجك }
حواء بالمد وكان خلقها من ضلعه الأيسر { الجنة وكلا منها } أكلا { رغدا } واسعا لا
حجر فيه { حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة } بالأكل منها وهي الحنطة أو الكرم أو
غيرهما { فتكونا } فتصيرا { من الظالمين } العاصين
(1/9)36 - { فأزلهما الشيطان } إبليس أذهبهما وفي قراءة فأزالهما نحاهما { عنها }
أي الجنة بأن قال لهما : هل أدلكما على شجرة الخلد وقاسمهما بالله انه لهما لمن
الناصحين فأكلا منها { فأخرجهما مما كانا فيه } من النعيم { وقلنا اهبطوا } إلى
الأرض أي أنتما بما اشتملتما عليه من ذريتكما { بعضكم } بعض الذرية { لبعض عدو }
من ظلم بعضكم بعضا { ولكم في الأرض مستقر } موضع قرار { ومتاع } ما تتمتعون به من
نباتها { إلى حين } وقت انقضاء آجالكم
(1/9)37 - { فتلقى آدم من ربه كلمات } ألهمه إياها وفي قراءة بنصب آدم ورفع كلمات
أي جاءه وهي { ربنا ظلمنا أنفسنا } الآية فدعا بها { فتاب عليه } قبل توبته { إنه
هو التواب } على عباده { الرحيم } بهم
(1/9)38 - { قلنا اهبطوا منها } من الجنة { جميعا } كرره ليعطف عليه { فإما } فيه
إدغام نون أن الشرطية في ما الزائدة { يأتينكم مني هدى } كتاب ورسول { فمن تبع
هداي } فآمن بي وعمل بطاعتي { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } في الآخرة بأن يدخلوا
الجنة
(1/9)39 - { والذين كفروا وكذبوا بآياتنا } كتبنا { أولئك أصحاب النار هم فيها
خالدون } ماكثون أبدا لا يفنون ولا يخرجون
(1/9)